هيا العيسى
سنة النشر : 27/01/2002
الصحيفة : اليوم
لا نقول إن الأنوار تغادر الأرض عندما ينتقل بشر | كانوا قطعا جميلة من النور إلى الرحمة الالهية ولكن فجاة ينقطع الضوء الجميل الذي كان يثير بعض ظلمات- النفس عندما نفقد هؤلاء الخيرين من الناس الذين كانوا يملأون الحياة وتملأهم الحياة تبادلا بالجمال والانس والصفاء، فجاة لا بد أن ينقطع النور وتظلم القلوب وتغتم الروح بحزن ثقيل.. ولكن القوة الإيمانية هي التي بعد الهول ترسل شقائق النور لتزيح عتمة الحزن | وهي الطاقة الخالدة التي تذكرنا بان نترحم على الاحباب المغادرين في رحلة الابد إلى فسوحات الرحمة الربانية...
وكانت هذه المرأة الفريدة تملأ السمع منذ بدأت أعي الدنيا ، واسم (هيا العيسى) كان دائما حولي في حل بيت وفي كل مناسبة، كانت واحدة من أقوى الجسور التي تعبر عليها علاقات المجتمعات الأسرية التي تمر هانئة ثابتة آمنة لان الجسر كان دائما قويا ثابتا حانيا.. هيا العيسى امرأة لم يبكها بناتها وأولادها وأهلها ، ولكن بكاها كل من عرفها وكل من عرفتهم فقد كانت مزودة بالهية السامية بإشاعة السعادة والحميمية للجميع.. لذا بكاها الجميع. ( هيا العبسى سحابة رائقة بيضاء مانحة مرت في السماء وامطرت ، وأمطرت.. ثم ذهبت وهكذا شان السحابة لا تنتظر أن تأخذ.. هي فقط تعطي ثم تمضي وهيا العيسى) كانت ثمرة نضرة من شجرة عرفت | بالعطاء والتباسط والخير وهي ما يعرف عن هذه العائلة القريبة لكل الناس، العيسى.. لم اكتف بالعزاء لعائلة العيسى.
كان لابد أن أبدأ بشقيقتي التي فقدت اما وصديقة ومصدر حب ، وكان لابد ان ابدأ بخالتنا التي لم تغب (هيا) عن عينها أو عن مجلسها منذ ان كانتا في مراحل العمر الاولى وكان | لابد ان نعزي كل من عرفها.. فعزينا انفسنا بانفسنا... حياة بلا (هيا العيسى). حياة ستكون حقا مختلفة كيف ستخرج يوما وتجد أن شجرة في الطريق أظلت-..
كل من مر بالطريق قد اختفت.. فلم يعد الطريق هو الطريق... وقلنا إن وجه السماء قد غادرته سحابته | البيضاء الممطرة.. ولكنها رحلة إلى فاطر السماء... آمنا بالله وأمنا بغفرانه ورحمته تقول أختي: لقد كانت الخالة ( هيا) ، لا تطيق الوحدة- لأنها تحب الناس كانت منذ فترة تتجالد على المرض مخفية الما دفينا لكي تبقى دائما عطاء مفرحا للناس..... لذا بإذن الله لن تكون وحيدة فهي محفوفة بمواكب | من دعاء الناس ومن فضائل الأعمال.. اللهم امطر على سحابتنا البيضاء غيث رحمتك.. آمين