قافليات ( ۲) : لمعات ذكية ولمسات إنسانية
سنة النشر : 23/07/2002
الصحيفة : اليوم
"إن سبب قوة الملكية واستدامتها بشكل قوي وراسخ أنها تتسم بالوضوح كحكومة. وكل الجموع البشرية تفهمها بتلقائيتها، وصعب أن تفهم شعوب العالم نظاما غيرها".
من الظواهر الاحتفالية الأنيقة والمؤثرة انتشار شباب قافلة الخير في الشوارع والمنعطفات والزوايا في مدن المنطقة الكبيرة لتوزيع الهدايا وهم يعطون الهدية فعلا غرفا من القلب ، وعلى وجوههم قطرات العرق وبسمات تضيء النهار.. لك أن تعلم أنهم وزعوا خمسين ألف هدية نافعة سيتأثر بها أكثر من خمسين ألفا من بنائنا وأولادنا... على أن هناك لمعة إنسانية تعقم القلب من الأدران وراء كل هدية قدمها شاب لتتناولها يد شاب آخر.
تلك الهدايا قدمت بتعبئة منمقة من قام على تعبئتها ؟ انهم هؤلاء الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية وما رأيت لفتة عبقرية إنسانية هادفة مثل هذه اللفتة.. لقد ساهم هؤلاء الصغار الذين ترامتهم أمواج الحياة في تعبئة كل هدية وتعرفوا على محتويات الهدية وما فيها من معلومات نافعة واحتكوا مع شباب عامل باسم محب ناصح من أجل هدف سمته الحب والصلاح والمعرفة يوما لن استغرب أن قاد فتية من دور الرعاية أعمالا مثيلة نبيلة... لن ننسي عندها ولن ينسى المجتمع توفيق الله الشباب قافلة الخير بأنهم أسبغوا علينا جميعا كل هذا الفضل... والقافلة غير الجهود الكبيرة والمدهشة مليئة باللمحات الذكية والابتكارات المجدية ، وأقول ان العقلية التي وراء هي عقلية خيرة ملهمة اصلاحية مليئة بمعرفة ذكية لكل شقوق هذا المجتمع الذي هو نحن كلنا.
لقد أشار شباب القافلة الى خيمة اعتبرت ليواناً أو منتدى مفتوحا يؤمه الشباب بدون شرط أو قيد وبدون تصنيف مسبق.. وتعرف أن في الصيف كثيرا من الفتية الذين تتقاذفهم الطرقات ويربك عقولهم وتصرفاتهم الفراغ ، وهم ينسابون لأي مكان للتخلص من قيود الملل.. أقول لك هذه العقلية الاصلاحية الملهمة استوعبت هذه الآلية تماما فكانت تلك الخيمة الصالون لكي ينساب الصبية في هذه الخيمة، لأنهم كما قلنا يسوحون الى أي مصب.. يقول لي شباب القافلة: نحن على ثقة بأن هؤلاء الصبية بعد أعوام قليلة هم الذين سيقودون أعمال القافلة، أرأيت الثقة والطيبة ونوايا الإصلاح التي لا تقاس؟! يستحي العامل الجاد الذي احتسب الى الله بأعماله من الظهور للعلن على أننا جميعا يجب أن نعرف هؤلاء الخيرين لا لكي نرى شخصياتهم تحت النور الكاشف بل لكي نعرفهم ونشكرهم والأهم أن نقتدي ويقتدي أبناؤنا بهم.. لنا الحق فعلا بأن تعرف من هم!