سليمان العلوان بين الذكرى والسلوان

سنة النشر : 09/07/2002 الصحيفة : اليوم

 
قلة من الناس على هذه الأرض يذهبون الى منزل الخلود ويبقون أحياء في البيت الأرضي لن اقول لك الاسماء فأنت أعرف مني بمن يملكون الدنيا، ويشغلون الذاكرة الانسانية ما بقيت هذه الذاكرة... وهم رفات في القبور منذ قرون.. وأكثر القلة من هؤلاء الخالدين هم الذين اشتغلوا في الابداع الذهني والفكري والاسلامي | والوجداني ( ونقصد بالوجدان كل مشاغل الفنون والآداب).
 
أقل من القلة هم الفئة التي تبني الواقع وتذهب عادة من دون أن يبقى لها أثر في الاجيال ، هؤلاء هم البناؤون والتجار. من تطلق عليهم بعرفنا المعاصر رجال الاعمال الشيخ سليمان العليان هو اما من هذه الفئة النادرة التي ملأت الدنيا نجاحا أو أنه تعدى أن يكون مجرد رجل اعمال لنتفق اذن ان الرجل صنعته اعماله اسطورة- سعودية لما بنى التابلاين اكبر رمز بترولي تاريخي في المنطقة وهو بعد لم ينفض عنه ما بقي من رداء الوظيفة ، وصار اسطورة عربية لما مثل رمزا عربيا خفاقاً لرجل الاعمال العالمي الممتهن المثالي الذي- جمع ما يقال انه النقيضان في الاعمال العالمية النجاح المدوي والاخلاق الناصعة.
 
فلم ينزلق سمسارا في يوم من الايام ولم. يتدنس في الاعمال التي يتدنس بها كل يوم كثير من عمالقة المال حتى صارت فيما يعتاد ان يترقبه الناس.. وهو يوم يؤرخ جيدا سيظهر اسطورة عالمية.. لبنائه عالم متميز من الاعمال ذهبت طريقا- فريدا اهي طريقة العليان ومناهج رؤيته لما تجب أن تكون عليه الاعمال.. ولقد سمعته يتحدث بالانجليزية ، وكان فصيح العبارة | جيد التصوير واسع المخيلة قلت يومها أن الرجل قرأ لوايلد وتشيلي. وقرأ لأبي الاقتصاد آدم سميث وسمعته يتحدث اللهجة المحلية تكاد تحلف ان الرجل لم يغادر حيالة عنيزة او عدلية البحرين... عاش في نيويورك ولندن وروحه واهدافه القصوى في البلاد عاش في البلاد وعقله في الوول ستريت بنيويورك ، والسيتي في لندن صنع امبراطورية عالمية ، ولم يبتعد شيرا واحدا في أن يكون وطنيا حتى النخاع.
 
وكان احد اعمامي في شبابه الأول محاسبا عند العليان في مكاتبه في الخبر قبل أربعين عاما ، وكان يعتبر عبقري الذكاء لتكوينه العقلي اولاء ولانه في سن مبكرة جدا كان محاسبا- عند العليان. رمز الجودة والتميز عندما قاد هذا العم اعمالا كبرى في الكويت وهنا فهو لا يخفي جانبا مضيئا في عقله شما هناك عند العليان الذي تلقى منه نفحات شخصية جعلت الاضاءة لاتزال لامعة- التوقد في عقله الزاهي كانت الحياة تتطلب أن تكون أكثر من حياة- لينجز شخص ما انجزه العليان لنفسه ولا عماله ولاهله ولبلده.
 
العليان بلا ذرة تحيز واحدة أفضل من أنجبته امة العرب في ميادين- الاعمال منذ بدأ حتى ودع آخر مشهد في الحياة. لذا سننسى قريبا أن سليمان العليان قد توفي لانه سيكون بأعماله امامنا اينما توجهنا.. على اننا سنتذكر الدعاء له أن يكون بين الابرار في عليين.