جمال .. وكنتاكي.. وكليجا!
سنة النشر : 29/06/2002
الصحيفة : اليوم
ولما كنت أتصفح في الإنترنت استقرت عيناي على خبر صغير ، على أن هذا الخبر الصغير يقود إلى تأملات كبيرة.. فقد قرأت أن المملكة ستقوم باستيراد الجمال من استراليا... ليس عجيبا أن يكون في استراليا جمال على أن الجمال ليست على الخارطة البيولوجية في القارة القصية فتعرف أن المستعمرين الانجليز الأوائل والرحالة والمكتشفين قد أحضروا الجمال منذ مئتي عام من فلسطين وبادية الشام وإيران ليقطعوا على ظهورها الصحاري الاسترالية..
العجيب أمران الأمر الأول أن الاستراليين بعد ظهور الناقلات الآلية تركوا الجمال تهيم في الصحراء.. والجمال من الحيوانات المهجنة منذ قدم التاريخ الانساني في آسيا الوسطى والجزيرة العربية وعادت قطعانا وحشية تجوب البراري الاسترالية بالآلاف تطور معكوس لهذه الفصيلة الحيوانية أعادها إلى بدء.. ولاحظ المفارقة هنا أن الجمل الاسترالي سيأتينا متوحشا بدائيا قياسا إلى جمالنا المتحضرة.. والمفارقة الأخرى أننا مازلنا المستوردين.
ولا بأس في استيراد الجمال فهي تعود إلى حضنها الطبيعي الأول كما أنها لن تجلب معها فكرا جديدا يخرب عاداتنا الجملية ، المحافظة بما أن جمالنا كما أسلفنا أرقى منها في السلم التطوري
وكنت مع رجل أعمال خليجي في احدى قاعات المطارات الخارجية ورأيته ينفخ في ضيق ويتلفت بعصبية ويطالعني قائلا وحاجباه الكثيفان يقفزان وراء نظارته الغليظة والله آخر زمن!! نحن نستورد فسائل النخيل من أمريكا.. وشبقى.... أوها ما الذي بقي ؟ سؤال أكثر من وجيه...
هل سيأتي يوم تنتشر فيه سلسلة مطاعم على شاكلة « كنتاكي ».. و « المكدونالد باسم كوليجا العالمية... وهي من فطائر البر المحلاة من مهد قصيمي. والمرقوق الدولية للوجبات السريعة ، قد يحدث ذلك.. لم لا ؟!.. على أن شيئا واحدا أؤكد أنه لن يحدث فلن يستورد الأمريكان عندها خبراء الطبخ من القصيم