لست شوفينيًّا...
سنة النشر : 19/05/2002
الصحيفة : اليوم
لن أسمح بان اوصف بالشوفينية ( وهو نوع من التولع بكل ما هو وطني بشكل مبالغ) عندما أقول ان عندنا وبيننا أفضل العاملين أفضل من نواحي الاداء الاصرار والايمان يهدف العمل.. ثم هذا الذكاء اللافت والتكريس المدهش... كل ذلك كان يدور في رأسي في أكثر من مناسبة ، دار ذلك في اجتماعي مع شباب من قافلة الخير ، ثم أنه بزغ جليا مشرقا وانا استمع الى الاستاذ محمد الحميس المسئول عن لجنة افريقيا بالدمام ، وهي لجنة أسسها واحد من أكبر العقليات الادارية الجيوبوليتيكية والاقتصادية في العمل التطوعي الاستراتيجي في كل العالم الإسلامي ، وأقول الكلمة. بصمود وهو الدكتور عبد الرحمن السميط. الذي سطر للإسلام والمسلمين في القارة الافريقية سطورا عبقرية من نور.
والدكتور السميط اعتمد كثيرا على الشباب السعودي مثل الاستاذ محمد الخميس وهو رجل إداري من الطراز المحترف فعلا ، وخاطبنا في حفل ضيق عن انجازات وتطلعات وطرق ادارة الموارد في اللجنة ، وكأنه مدير تنفيذي لشركة تجارية عابرة للقارات.. وقد رأيت جهدا ذكيا ومتواريا خجولا من أفراد من عينات ونخبة المجتمع المرموقين والذين يؤدون مساهمات مباشرة للجنة وبنفس تطوعي يدعو للإعجاب.
رغم ان اعمالهم ومهنهم من طبيعتها أن تأكل الوقت والجهد مثل الاستاذ عادل الباحسين وهو ملقم خفي للماكنة العملية والمهندس محمد المنصور وهو متحمس من نوع نادر في العقليات السعودية قدرة ذكية على التنظيم. والجدية في قراءة المعطيات الواقعية وتفهم غريزي لادارة المهمات كل هذا مؤطر بمعارف اكاديمية وخبرات معصورة للنقطة الأخيرة لتوظف في كل العمليات التطويرية.. في السعوديين حماسة جدية وهم على رأس الأعمال.. وان كان الدكتور السميط عقلية تاريخية في الاستشراف الاداري الذي يوقده مشعل عظيم من الوجد الصوفي القارة الافريقية وهذا معروف جدا.
الا ان نيامته الفائقة دلته على القدرة المتفردة في العقلية الادارية السعودية.. ولا عجب أن يكون محمد الخميس ومجموعة من الرجال المتميزين يصلون اللجنة بعقولهم وقلوبهم حتى صارت جزءا منهم أو انهم صاروا جزءا منها... لا تدري انه شيء مثل اختلاط الموجة مع الساحل ، لا تعلم ان كان الماء يعانق الرمل ، أم أن الرمل يعانق الماء... دعوة لجمعية الادارة السعودية لدراسة ظاهرة النبوغ الاداري التوجهي في العقلية السعودية.. ثم من هذا الذي يتهمني بالشوفونية؟