من أيضًا يستحق جائزة؟
سنة النشر : 21/04/2002
الصحيفة : اليوم
يسمونه مهرجانا وهم يتعمدون ذلك ، والمهرجان يفوق مجرد المناسبة كما انه يفوق مجرد الاحتفالية... اذن هو تجمع احتفالي فكري موسمي رأى مقيموه ان يكون كذلك. ليكون منطلقا لافاق اوسع ، انطلاقا من المدرج العلمي.... وصرنا نرى اتساع وتزايد أثر هذا المهرجان عاما بعد عام... في هذا العام الرابع عشر فان مهرجان جائزة الأمير محمد بن فهد بدأت تأخذ التكون المؤسسي الواضح متى ما اكتملت هذه المؤسسة ضمن الخطة القائمة فنعتقد أنها ستكون من أكبر وأنشط المؤسسات العلمية والفكرية في المنطقة العربية.... وستكون بطبيعتها قابلة للنمو لتأخذ نشاطاتها تنوعات تخدم المهمة الأساسية وهي رفع الاداء التعليمي والفكري بالمنطقة الشرقية، وهذا ولا شك سيصب في حوض البلاد العلمي في المسار العام.
وكالعادة هذه السنة كان الترتيب والنظام ناجحين والجو العام ضاجا في ابداء الحماسة ودائما تظهر الاحتفائية والاحتراف التنظيمي للجائزة ولاشك أن وجوها نعرفها تعمل من وراء المشهد في التكريس المتواصل لتفعيل حيوية المناسبة عاما بعد عام وإن رأيت هذه الوجوه على المشهد وفوق المنصة بوجوههم الباسمة فلائهم يحصدون عملا سهروا من اجله ومع السهر ترقب النجاح وتفادي العقبات والاهم تحدي النفس في أن تكون كل مناسبة أكثر سطوعا من سابقتها.
على أن المنظمين بطريقة دقيقة برعوا في ادخال الروح العامة في المناسبة وما نعنيه في الروح العام الاستجابة مع الظرف العام الذي يكون قطب اهتمام الرأي العام. لذا تلمس في هذا المهرجان الهم الفلسطيني متحدا مع الطموحات الاجتماعية والاقتصادية ، وبدا هذا واضحا في كلمة الأمير تركي الفيصل ضيف الجائزة وهو تقليد صار من أعرق تقاليد المناسبة.
ومن يعش فسير أن الجائزة قد تتعدد إلى أكثر من مجال انساني في التفوق... وهذا قدر المؤسسات الناجحة أن تنمو وتتفرع واحيانا اقول ان منظمي الجائزة يستحقون جائزة أيضا للتفوق وتعرفون لماذا.