هل تم التجني على السكة الحديد.. ؟
سنة النشر : 25/03/2002
الصحيفة : اليوم
سؤال في البداية لن يمكننا الإجابة عنه في وقت قريب على أن الكلمة هذه التي سمعتها أكثر من مرة لا يجوز أن تكون لا في عقلنا الظاهر ولا في الباطن خصوصا أن التحني عملية جنائية تحوي فيما تحوي الاتهام الباطل ، واختلاق احداث من الخيال أو عسف شديد للحقائق ولكن نعم ، حصلت السكة الحديد بإدارتها الحالية على أكبر حملة صحفية ناقدة في الذي تعلمه من المسيرة الصحفية المحلية، على أن الخير فيما وقع.. ولعل النتائج تكون في خير الجميع. خير الجميع ؟ أوه نعم لقد تنفست الصحافة وانتقدت بحرية كاملة. وهذا تأكيد للمسعى الرسمي في المملكة لتأكيد حرية الإعلام وعلى الصحافة اذن ان تحترم هذه الرغبة الرسمية العليا والا تحولها حملة شنق للعاملين ولا مسربا تنشفى منه النفوس.
السكة الحديد ستدخل التاريخ الإعلامي السعودي ومن باب واسع واتمنى ان تستثمر الإدارة هذه الحملة ، حتى ولو ظنت أن الانتقاد مشوب بعدم الصحة أو بعدم الدقة أو كما قبل لاغراض شخصية... أن صمود الإدارة حتى الآن للحملة الإدارية ينم عن روح متريئة... والحرية الصحافية لعبة تحتاج الحرفية وافرة من الذكاء والتقبل والبراعة في طرح الرأي الناقد والرأي الكاشف... ان التعامل الراقي مع حملات الانتقاد سواء كانت تلك الحملات راقية أم لم تكن هي مفتاح كل المسالة... وهو الذي سيكفل للإدارة احترام الناقد الذي يريد الفائدة العامة ويحرج الناقد صاحب الغرض الشخصي.
ولقد تابعت مقابلة الرئيس العام للسكة الحديد في برنامج صباح الخير بالتليفزيون السعودي، وبدا لي مهموما وهي صفة العاملين الذين يعرفون حجم المسؤولية ويدركون حجم الخطا... وبدا في هيئة ثابتة وأحسن التعامل مع المشاهدين.... ولعت محاولاته الذكية رغم الظروف بالتطلع لخطط التنمية التي غطتها السحابة السوداء ويقول الرئيس العام جملة في غاية الأهمية ، وهي أن الصحف لا تستجيب لنشر ردود المؤسسة أو أنها تقتضيها اقتضابا مخلا لو ثبت هذا ، فإن الصحف المعنية هنا قد ارتكبت إنما وتعديا يقتلان كل ما تعرفه عن الضمير حفي. وقال ايضا انه سيعد بيانا شاملا عن كل الملاحظات والانتقادات واضاف قائلا: ( ثم انه يرجع للصحف فيما اذا رغبت في نشره ام لا وانا اقول ليس للصحف الحق في ان ترغب أو لا ترغب بل هي مجيرة على أن تتقبل البيان لأنها يوما اختارت أن تنتقد لو حجبت الصحف بيانات السكة او ردوها. وهذا أمر لا يجوز حدوثه. هنا ستصرخ على رؤوس العاملين ونقول: نعم لقد تم التجني على السكة الحديد).