وعملها الإسبارطيون
سنة النشر : 23/03/2002
الصحيفة : اليوم
كتبت منذ وقت قصير عن انتخابات الغرفة التجارية والصناعية ، وأطلقت على كنية ( التعاون) في ذلك المقال اسم ( الأسبرطيين) وإسبرطة كانت في التاريخ القديم مدينة عسكرية مدججة. وينشأ أبناء اسبرطلة على التربية الحربية وتنمية غريزة كبرى وحيدة وهي غريزة الانتصار، ففتية ( التعاون) دخلوا بالروح الإسبرطية أعلنوها من اليوم الأول تحالفا عسكريا لا يعرف إلا مباغتة الخصم اتصف بالاستراتيجية العكسرية، وذلك بالروح الإسبرطية وهي الحصول على كل غنائم الحرب.. وبين التحالف والاستراتيجية بزغت عقلية تخطيطية واضحة الذكاء في قراءة واقع الساحة الانتخابية ، وددت القول انها عقلية جماعية، إلا أن العقلية الاستراتيجية والعاقلية التخطيطية لابد من طبيعة وظيفتهما أن تكونا متفردتين. وهنا نحيي هاتين العقليتين، ونحيي روح التضامن المتسقة لباقي الفصيل ، رأينا لأول مرة صفا متماسكا في غاية التنظيم.. من وقف ضد كتلة التعاون يستحق تهنئة خاصة ، وتربيتا كبيرا على كتفيه لأنه يتصف بالشجاعة قبل أي شيء..
ولكن لا تكفي الشجاعة وحدها ونقول فتية ، كما تلاحظ ، وذلك ليس فقط لمعدل العمر الشبابي (مع غض الطرف قليلا) ولكن للروح الحماسية التي وجدت لدى المجموعة رغم شبه تأكدهم من خلو الساحة ، وهذه كانت أهم صفة في طبع عسكر إسبرطة في أوج قوتهم.. ولكن لما انتشوا بالانتصار قلت الحماسة الجادة.. وغرقت إسبرطة في بحر التاريخ المتلاطم لن توجه أبدا أي اقتراح للفتية الإسبرطيين، فهم أعلم بأمور الغرفة. وهم من أذكى الناس ليس فقط كرجال أعمال ، ولكن كافراد مجردين أعرف أن لدى الكثير منهم معدل ذكاء مرتفعا ، وأعرف أن لديهم حسا تنظيميا ، ووعيا بالظروف المحيطة. تغمرني هذه المرة ثقة صعبة التفسير بأن جماعة إسبرطة سيعملون شيئا متميزا للغرفة لأنهم لسوا في حاجة لوجاهة أو فرص أعمال فلديهم- ما شاء الله- منهما قبل الغرفة.. هذا الحافز الغامض الذي يحدوني هو شعوري بأنهم جاؤوا فقط لتحدي أنفسهم في ميادين صعبة وطويلة للقتال. وهذا من صلب طبيعة المحارب الإسبرطي على أن فتيتيا يتميزون على الإسبرطيين- من شاء الله- بروح التحدي الغنية بالإيمان!