رسالة إلى المهندس خالد اليحيى 1
سنة النشر : 15/03/2002
الصحيفة : اليوم
لا أشك لحظة واحدة في انك تعيش هذه الايام بهم وحزن لا يعلم مداهما الا الله. ولقد داست علينا جميعا كوارث القطار وفقدنا رجالا عملوا في ظرف صعب وتحملوا إرهاقا في اعمالهم عندما كانو يعملون. فيملاون حياة العمل وحياة اسرهم وحياة أحبابهم. وحياة اصدقائهم. كانوا زهورا نوارة تثبت في المنبت الصعب.. فاناروا قلوب من عرفهم.. واحبهم.. فحزننا اذن يخنقنا.. ويخنقنا.. يارب ودعني قبل المواصلة امسح الدمعة التي تفر من عيني فتغنى النظر ولن اشك لحظة في انك مسحت دمعات.. ودمعات. فلقد انطفات الشمعات من رياح داخلية عصفت بالقطار. قضاع منا لحمنا.. ودمنا ولن يعوض محبيهم.. الا هذه الرحمة التي في السماء والتي تسع كل شيء.
يا الله.... يا خالد فنحن بالحزن كلنا بلا القاب لا هي عند مجيئه تنفعنا ولا نحن بحاجة اليها.. اقول يا الله ما اعظم نقل هذا الحزن الممض الموجع الخانق للقلوب ونحن نرى صور الراحلين مع أولادهم.. الذي كان يصب فيهم نبع حبهم فجف النبع. ما اعظم ما قدم من اعمال لاسرته وعمله ووطنه.. الحمد لله حمدا ممتدا متواصلاً على الاعمال لا تجف ولا تموت.. ولكن يا خالد.. لابد ان نتلمس الهواء.. ونرفع رؤوسنا.. وضمائرنا وعلمنا وخبرتنا ، وطاقاتنا لكي نعرف.. ربما لهم ما يجب أن تعرفه على الدوام.. لماذا حصل؟ وكيف يجب الانسمح بان يحصل ابدا الا ما يقدره المقدر العظيم خالد عرفتك عن كثب.. تقابلنا.. ونعاتنا.. وتقاربنا... واعرف ان في داخلك طموحات.. واعرف انك منجم قدرات.. على ان الطموحات لا تنطلق الجنحتها داخل الاقفاص وان المنجم لن يخرج ذخائره الا من العارفين بالمناجم.. وهي معرفة تتطلب عملا شاقا وتحطيما طويلا بالفؤوس والمعاول لازالة الصخر الكدر ليظهر الصخر النفيس انت يا خالد خريطة لم تقرأ بعد ( يتبع)