وعندنا قنبلة 2
سنة النشر : 05/03/2002
الصحيفة : اليوم
نعم كنا نقول في الحلقة الماضية أن هناك من ينظرون إلى مسألة الحد من التكاثر السكاني برأي مغاير ولا بد من القول أيضا انه موضوع فيه كثير من المشقة إلا أنني رأيت أهمية طرحه واعلم انه بدن موضوعي عريض على هذا الرداء المضيق الذي اكتب فيه على أن في فهمكم ما تكفيه الإشارة منى ما كانت واضحة الدلالة.
وحديث صحيح مشهور عن نبينا عليه افضل الصلاة والسلام قال تزوجوا الولود الودود ، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وهذا الذي يجعل البعض لا يفكرون في تنظيم تدفق المواليد فوق أن النبي العظيم يحث على التكاثر ويطالب به ليتباهي به بين الاسم في اليوم الأعظم... إذن ليست عملية التحديد مطروحة من أصله عند أصحاب هذا الرأي انما على النقيض أي الحث على التزايد مع أنني اجتهد هنا في أن الرسول الكريم يقصد مباهاة الكثرة مع النوعية ، أي اعداد كثيرة مع قدرات كبيرة ( 1) وترى إذن أن الرأيين يمشيان على خطين متوازيين وهما لن يلتقيا بتصوراتهما ووثوق أصحابها من صحة ما يدعون إليه.. ولكن يأتي هنا شيء أخر هو الذي يفعل ديناميكية الطروحات وذلك بالرأي الذي يدخل بمنطقة الوسط ويحاول جذب الخطير إلى نقطة التقاء... أو مسار نحو الالتقاء.
كنت قد وضعت الهاتف لتوي لاستكثير برأي من ارجع له عندما يدق قلبي قبل أن أطرح رأيا مهما وخرجنا بنتيجة بأن الحكم الشرعي بجول عليه التغيير متى ما تكالبت ظروف قد تؤدي إلى تطور الامة. على أن تكون بالفعل قد استنفدت جميع الحلول، وقد استاذن الصحابة النبي في ذلك الوقت المفكر في النزع.. وأجاز لهم ذلك ولكنه قال ما من نفس مكتوبة إلا ستولد. وتطمئن هنا بان تنظيم النسل ليس ممنوعا في ذاته... على اننا يجب أن نعرف شيء آخر. فمازالت استراليا تشجع الهجرة إليها لزيادة السكان ، وتشق حكومات أوروبية ( كإيطاليا والمانيا وروسيا) هدومها صارخة في الناس كي يتزايدوا.. إذن نحن نرى في ترشيد الزيادة السكانية حلا مقبول.. ولكن متى ما استقر أن العامل السكاني هو المعضلة الباقية. استنفاد كل الطرق.. وهو سؤال يجب أن توجهه الامة لنفسها.. وبصراحة!