وعندنا قنبلة 1
سنة النشر : 04/03/2002
الصحيفة : اليوم
هل تريدون مثالا على الموضوع الذي يذكر ولا يطرح ؟ وهو مثال قوي وطرحه سيفري الكثير من الآراء والآراء المضادة ، ولكن هذه هي حتمية التطورات الاجتماعية بالرأي المفاتيح ضد الرأي الحارس.. على أن نتيجة تصادم الرامين يولد هذه القوة الدافعة التي تسير عربة المسيرة البشرية... يتكلمون كثيرا الآن عن الزيادة السكانية في المملكة وعلى وجه الدقة في ارتفاع معدل هذه الزيادة ولقد سمعنا وقرأنا كما فعل غيرنا أن معدل تزايدنا هو% ٤ سنويا ، وهذا يجعلنا في مقدمة سكان الأرض خصوبة.. ما شاء الله.
إلى وقت قريب كانت الزيادة السكانية هي آخر همومنا ، بل لم تكن هما على الإطلاق. كان عدد الأولاد عنوانا للقوة والامتداد.. على أن الحال ليس هو الحال كما تعودنا منذ خلقنا.. لقد صعبت الأرزاق، وضاقت منابع الأرض، واشتد الضغط على البنية الخدمية، وعلى الخزينة الحكومية وصار عندنا أولاد بمئات الآلاف لانجد لهم مدارس بسهولة ولا جامعات ولا اعمالا، ونخترع كل يوم طريقة سريعة لتسكيت هذا الصداع التصدعي الذي يكاد يغلق رؤوسنا ويفقدنا توازننا.
ثم ظهر علينا مصلحون اقتصاديون غيورون على هذا البلد وسمعنا أول مرة على قتيلة في بلدنا لا نسمع عنها إلا في الصين والهند أو في مصر. هذه التي يسمونها القنبلة السكانية. وهدد بعض المتطيرين بانها قد تنفجر في أي لحظة ولا نعلم كيف سيكون الإنفجار إلا أننا نسمع اصواتا مثل تلك التي تسبق الرعود وهؤلاء يرفعون العلم المالتسي نسبة إلى الاقتصادي السكاني الانجليزي العتيد توماس مالتوس لذا فهم ينادون بالحد من الزيادة السكانية أو بترشيدها.. وهم محقون في الوهلة الأولى فالبلد معظمه من الشباب الذين بحمد الله يتدفقون بالملايين ، وليس أمامهم الحلول الواضحة والدائمة... هل هم على حق؟ هل نبدأ بحبس الأرقام ونوزع قسائم للسماح بالحمل والولادة ؟ هل شيداً عهدا جديدا لانعرفه على الإطلاق ؟ وكثيرون لا يودون التعرف عليه.
هل نحن جاهزون عقليا ووجدانيا وتنظيميا لحملة تقول حاسب انتيه لاتتجاوز... على أن هناك من يقولون شيئًا آخر.