لا عنوسة بعد اليوم

سنة النشر : 03/03/2002 الصحيفة : اليوم

 
وصلتني هذه الرسالة المحولة عن طريق. الكتروني بعد كلمات مجاملة تشكر عليها القارئة الكريمة يبدأ لب الرسالة ولقد كتبت كثيرا وأجدت ( برأيها)... عن حلول رأيتها في أحلامك وأرجو أن لا أفهم خطا ولكن يبدو أنك نسيت أن هناك أيضا فتيات في المجتمع ولهن مشاكلهن التي قد تفوق أضعافا مشاكل الشباب وأهمها العنوسة ألم تقرأ بالاقتصادية وأنت من كتابها.. ثم كلمات مجاملة تشكر عليها أن في منطقة المدينة فقط مائة ألف عانس.. وقد حرصت أن أراسلك شخصيا حتى لا يقوم عليك الرأي النسائي علنا ( ياساترا واضطررت الى أن أستعين بصديقك (..) لكي يحول لك الرسالة. قل لي هل أحلامك مختومة للرجال فقط؟ والقارئة الكريمة لا تخلو بالطبع من الأسلوب الساخر على أنها طرقت موضوعا الحامي الحديث عنه لأن لي رأيا آخر في هذه المسألة ، وأول المتجاجاتي هذه اللفظة (العنوسة) وكأنها نقد من المودج الثقيل على المرأة ، ولو أن ذات الصفة تطلق على الرجال الذين تعدوا سن الزواج لخف على قلبي. هذه الصفة اترين اينها الفاضلة.. من يقول إنني لا أرى إلا ما يهم الرجال ؟!.. ولكن بما أنك فتحت الموضوع فلابد أن أقول شيئا يتقافز في قلبي وعلى حد علمي وأكتم عليه كتما شديدا.
 
أولا ، لا عيب ولا ذئب للفتاة أن يتأخر عنها الزواج خصوصا في طبيعة مجتمعنا ، طيب لم يتقدم اليها أحد فليكن أو تمنع أهلها لأي سبب فليكن ولكن لماذا تثقل عليها وحدها بصفة العنوسة ؟ وكانها ارتكبت خطاء وخطاً مقصودا.. صحيح أن الزواج سنة الحياة وان لم يأت فليست بأي حال نهاية الحياة. بل قد تكون هناك حياة أخرى وعظيمة الانتاج ماتت الشهيدة وفاء وهي مطلقة ( وهذا عبء عظيم آخر يلقى على عاتق المرأة وحدها وهي لا تملك أن تقذف بكلمة الطلاق. عجبي وطلقت لانها لم تنجب.. على أن عملها أورث نتاجا سيبقى في ضمير الأمة خالدا.
 
وتعرف عشرات النساء في الداخل والخارج لما لم يكتب الله لهن الزواج خضن في أعمال الحياة المختلفة وانتجن الاف الابناء فكرا وتربية وعملا ولو دخلت هذا المجلس الذي يسمى مجلس الخالدين للغة العربية لوقفت أمام الاعضاء حراس اللغة العظاء وصرخت في آذانهم بشطب هذه الصفة من كل متون اللغة.. لأنها أولا هي ليست تهمة. وأولا أيضا لم ترتكبها المرأة... سؤال أخير هل انت متأكدة من قراءة الرقم الذي أورته الاقتصادية؟