سلسلة الأحلام 3

سنة النشر : 02/03/2002 الصحيفة : اليوم

 
كنت أنتظر في المقهى وارتشف الكابتشينو الايطالية المتوجة مثل جبال الألب بقمة بيضاء من الكريمة الدسمة.. على أن ما لفت نظري ليس منظر الشوارب التي بجانبي غارقة ببقايا الكريمة البيضاء انما منظر هؤلاء الشباب الثلاثة يتمخترون برصافة الغسان الورود الغضة وكانهم عارضات الازياء في منصات العرض ويضحكون من نصف أفواههم.
 
ثم موت سحابة من الفتيات بعباءاتهن ذات الصنف المحسن فالتف الشباب بحركة واحدة وداروا دورة كاملة كر قصي التانغو متتبعين السحابة العطرة ثم اخذوا قرار تكتيكيا سريعا وجروا اذيال ثيابهم وراءها كانت لخيوط الدخان المتصاعد من الكابتشينو فعل التنويم المغناطيسي عندما وقف الشباب الثلاثة على رأسي يستأذنونني بالكراسي الفارغة بجانبي واعدت النظر مرارا وسحبته على كامل هياكلهم. وإذا هم يشقون الارض انتصابا وتلوح تقسيمات عضلاتهم كانها منحوتة من البرونز وقسمات وجوههم الحادة التقاطيع وكأنها صبت في قوالب من خام..
 
مسحت الكريمة التي سالت من فمي المفتوح وسالت من انتم ثم اخبرني الشباب بهذه المعسكرات التي فتحت للشباب حيث ان عليهم الزاما بإمضاء سنتين تحت التدريب المكثف ولما سألت أهي تدريبات عسكرية مثل البلدان الأخرى؟ ردوا بصوت رجولي واحد لا ونعم لا ، لان غرضها ليس عسكريا ونعم لأن صرامة التدريبات تشابه قسوة التدريب العسكري وهي مسكرات ضمت عشرات الآلاف من الشباب بشكل دوري على ان فيها شيئا مهما اخر فلقد اقيمت فيها ورش تدريب شاركت فيها الجهات الحكومية والقطاعات الصناعية في عشرات التخصصات فبعد التدريبات البدنية الصارمة في القسم الأول من النهار نعود في القسم الثاني من اليوم وتنخرط في هذه الورش.. وبعضنا صار يطبق ببرامج محكومة بدقة في المصانع والورش الخارجية... وقال الأول انا الآن في ورشة. نة لمرافعات الميكانيكية وزميلي هذا برع في بناء التصميمات الداخلية اما صاحبنا الثالث هذا فقد صدرناه جبن خاصا برشفة الكابتشينو صدر توه ؟! واجاب نعم فلقد تعاقد مع شركة في الامارات لتلحيم الانابيب وخرجت ضحكة فخر عالية مني اذن نحن نصدر العمالة الآن وتناثر الكابتشينو من فمي وصحوت على صرحة جماعية انتبه پاشیخ دمرت ثيابنا نايم وتكح.