سلسلة الأحلام 1
سنة النشر : 25/02/2002
الصحيفة : اليوم
لقد صحوت باكرا هذا الصباح وفي معدتي نداء غريب جدا ، وكان هذا النداء عنيفا ملحا لم استطع المقاومة. فلقد ثارت مسارات المعدة تطلب قولا من النوع الطيب المعتبر المعرق في زيت الزيتون الأصلي الخالي من المواد المسرطنة على أننا سمعنا ان القول كفيل بالقضاء على أي شيء حتى هذه المسرطنات... وبالفعل تسللت من المنزل كأي رب بيت محترم ، بعد أن ادعيت ان لارغية لدي في تناول الفطور ، ثم كما في الأفلام قفزت مع سيارتي إلى أقرب مقولة... وجاءني هذا الرجل الباكستاني الضخم، وعروق بديه تكاد تخرج من معصمه المتين وعلى قبضته الكبيرة.. ورجوته فولا بالزيت ورمقني بما يعني وهل ترى شيئا غير القول، على أنني تقاضيت.
وراح هو يجر قامته الكبيرة... واسترخيت على الكرسي قليلا ، ثم جاءني القول يتصاعد منه الدخان ملتها مع الهواء كحيل من ضباب وما أن رفعت رأسي حتى أصابني ما يشبه الدوار ، فركت عيني لكي اتحقق مما أراه. فقد كان الذي يحمل طبق الفول سعوديا في مقتبل العمر ، وحاول هو بأدب أن يتجاوز دهشتي وسألني ان كنت أرغب مع القول شايا أم شايا مع الحليب على أن فرك العين مازال مستمرا!
قال لي الشاب بعد أن شحنت المعدة بالقول: لقد وعدتك أن اخبرك لماذا أنا أعمل هنا نعم ، فلقد كنت متعطلا عن العمل منذ زمن وضاق بي الحال ، وضاق بي البيت وضفت ياهل البيت فقدت الكثير من الأمل وصرت بائسا مفلسا ، كثير الغضب أغضب على أهلي وأغضب على التجار ، وأغضب من حالي.. غضب في غضب في يأس ، وكنت أقع في أحد هذه الخنادق الموبوءة التي يقع فيها الشباب بأساء إلى أن رأيت هذه المقولة وصاحبها الباكستاني الذي يعمل تحت غطاء أحد المواطنين ذهبت الى المواطن وقلت له بما أنك تتستر على الباكستاني فلماذا لا تتستر علي وتستر عليا وأخذت مكان الباكستاني.
وأتقاسم الدخل مع صاحب المحل بنسبة معينة. وفرحت أنا كثيرا ، فلو أن السعوديين فقط أخذوا محلات الفول فهذه أكثر من عشرين ألف وظيفة ملئت وضعت يدي على بطني إلا أن الغريب أنه لايزال فارغا. فلقد نهضت على هز عنيف على كتفي والباكستاني الضخم ينهرني ومعه طبق القول قائلا: "صديق هنا أكل مافيه نوم"