ما حز في خاطري من عدوان الظاهري 2

سنة النشر : 15/01/2002 الصحيفة : اليوم

 
وكتب الظاهري قال أبو عبد الرحمن (أي هو) منذ نشأتي ما استعديت السلطة على أحد ، ويقصد أنه يريد استعداء السلطة على الكاتب المارق داود الشريان ولا أخفيكم ان ضربات قلبي تعالت بأصوات طبول الحرب وأنا من أكثر الناس طلبا للأمان ولكن كلمة الظاهري استعداء مرقت مسمومة ومثلومة فهي تقتل الحياة الفكرية. وقبل أن تقتلها فإنها تذيقها من العذاب ولقد جافي الظاهري في كلمته هذه الصواب في أشياء كثيرة وكل شيء من هذه الأشياء مواضيع تدور عليها حرية وكرامة ليس كل كاتب ومفكر بل كل مواطن ، وكل إنسان على أني متيقن لو وعى ابعادها لما خرج حبرها من قلعه.. ولا أريد الآن أن أفكر بأنه ادرك المعنى وأصر عليه.
 
وأول ما تظلم كلمة استعداء السلطة ليس الشريان او غيره ولكنها ظلم جائر على السلطة، وبالذات السلطة العادلة المحبة لمواطنيها، فإنك حين تستعدي أحدا على أحد فلظن قائم لديك بأن صفة الاعتداء هي واحدة من صفات من أردت أن تستعديه ، ونحن ترباً بسلطة حكيمة مثل سلطننا ان يكون هذا من صفاتها. والسلطة الحكيمة العادلة هي أم رؤوم دائما، وقد تكون مربيا حازما أحيانا. وهي قد تلجا للتربية الصارمة للابن الذي يريد الخروج عما يتطلبه الأدب، على أن الظاهري وإني أجزم بذلك- يدرك أن المربي مهما جف وقسى لا يكون عدوا أبدا أو لا يمكن أن يستعدى على تلميذه أو ابنه- العكس هو الصحيح.
 
فما القسوة أن كانت ولا العقاب وأن اشتد إلا من واقع الحب كما أن أول مظاليم كلمة استعداء السلطة ، هو المناخ الأدبي والفكري الحر والصريح وهو ما تعهده الآن من سلطننا متى ما كان لا يخرج صريحا عن مسلمة من المسلمات التي قد تجرح مؤمنا أو تخون وطنا وما اختلاف الرأي والفكر والأسلوب إلا الوقود الذي يشعل حركة التجدد والنمو والإبداع إلا ان يريدنا الظاهري نمطا واحدا ، فنكتب جميعا بأسلوبه ونحن لا تستطيع وأن أردنا ولو أن الظاهري فقد رأى الشريان في انتخاب مجلس الشورى بدون التعرض له ، لكنت أكتب هذه السطور الآن مؤيدا له كما أن أول مظاليم الظاهري الحكم القضائي العادل، فقد نصب الظاهري نفسه قاضيا بمحكمة نهائية فاطلق حكما لا ينقض بأن تسحب الرعوية السعودية، أي الجنسية من الشريان وأترك لكم الحكم فقد تعبت على أني أرى الظاهري اطلق على نفسه صفة المتعدي بدون أن يقولها له أحد وفي مسألة ولعه الغريب بتصحيح اللغة عاود ان أسأله عن هذه الأزمة « عفا الله عنه ، تلك التي تلحق باسمه على الدوام ، أليس الصحيح ان يقال يعفو الله عنه وأرجو أن يصوب الظاهري فصاحتي ، كما فعل مع الشريان ، وأضمن له أن يقضي في ذلك وقتا طويلا