ما حز في خاطري من عدوان الظاهري 1

سنة النشر : 14/01/2002 الصحيفة : اليوم

 
لقد قرأت والله عجبا تعجب احيانا مما يكتب. ولكن ينال منك العجب نيلا يدير رأسك بمن يكتب. ولقد صدمت بما كتبه هذا الكاتب صاحب الأسلوب الخاص ( أبو عبد الرحمن الظاهري.. صدمت بالكاتب قبل ان أفوق على ما قد كتب. ولا أود أن أقول في رأيي هذه المرة وأنا دائما ما أقولها ولكني متأكد من أن الظاهري هذه المرة قد حاد عن الطريق ، وحيدته هذه جاءت حادة ، متعجرفة متسلطة ، عدائية، وخالفت الذوق والحكمة والذكاء وقبل ذلك روح التقبل والإنصاف ففي عدد اليمامة رقم ( ١٦۸۸) هاجم الظاهري الكاتب داود الشريان في جريدة الحياة لأنه وقف ضد آلية التعيين في مجلس الشورى ، ودعني أوضح لك رأيا قبل الدخول في الموضوع.
 
لقد عالجت في مقال | سابق في هذه الجريدة مسألة الانتخابات في البرلمانات والمجالس النيابية ووقفت ضد المسألة الانتخابية على إطلاقها في كل التجربة الديمقراطية ومن زاوية مثالية صافية ، وهي انه لا يصل إلى منصات الانتخابات إلا المتهافتون على الشهرة والسلطة وهم فئة تقبل الإدعاء ونفخ الذات ونثر الوعود على الناس ، وهذا ليس من شيم الكرماء وأصحاب القيم ومحبي الخير العميم لأن من طبيعتهم الخجل في إبراز الذات والتواري عن المديح والترفق في بذل الوعود.. لذا وصلت بتحليلي في تفضيل التعيين في مجلس الشورى متى ما كان معنيا بالاختيار بين ذوي المقدرة العقلانية وأصحاب الحنكة والخبرة وبعيدا عن المصلحة والتزلف والمآرب وقلت لو كان مجلسنا بالانتخاب لربما استمتعنا بمشاهد الملاكمات التي تحدث في أكثر برلمانات العالم.. أقول هذا لأوضح بأني ولو لم أشارك الشريان في مسألة آلية الانتخاب: إن نادى بها كما كتب الظاهري الذي وقف ضدها.. إلا اني ضد الذي تعرض له الشريان من الظاهري وأرى أنه تجنى عليه في مسألة الاستعداء... نعم ضد الظاهري وضد ظاهريته.. وموضوعنا الهام نكمله الحلقة القادمة في