في الغابة
سنة النشر : 13/01/2002
الصحيفة : اليوم
عندما تكون في وسط الغابة ، وتكون من تلك الغابات العميقة الخضرة الملتفة الاشجار المتدلية الغصون والمتعانقة في الاعالي لتسد وجه السماء ترى وتشعر بأنك في صراع الأبدية وتنتقل احاسيسك المعروفة لتخلق تيارات غريبة من الشعور اوله الشعور بالانقطاع ثم فجأة الشعور بالتواصل تشعر بانك انقطعت عن عالم الصخب والاحداث وضجة افعال الانسان هذا الذي اخذ الكوكب كله فأشغلنا وأنسانا أن لدينا زملاء من الاحياء على الارض في الغابة المطرية الكثيفة الملتفة الاشجار تحس بالتواصل ولكنه تواصل الجزء مع الكل توافق الذرة مع نسيج الحياة.. الانتماء الغريب للحياة اقول الغريب لانك فجأة أنت جنين الارض منها واليها كما هذه الشجرة العملاقة وكما هذه الحشرة المتألقة الاجنحة التي تطير بين الاعشاب.. كلنا الشجرة والحشرة و العشب عالة على هذه الرحم وتعيلنا امنا جميعا الأرض.
وما رأيت مثل الغابة ترابطا في امدادات العيش المتوافقة بانتظام يزري بكل انظمة عرفناها طورناها او اختر عناها.. هذا النظام الذي وضعه الاله في الكون مازال أكثر وضوحا في هذه الغابة حيث اعظم نظام وهو نظام الطبيعة كما انشئت. عرفت في الغابة الصراع الأيدي النبيل لانه صراع البقاء الابدي وهو اعدل صراع بل هو الصراع العبقري لانه صراع الحياة لكي تبقى الحياة لان في الغابة الكل لاحق وملحوق.. وما أعظم من هذا عدلا...
ارجو الله ان يصون..الغابات رغم اجتهاد الانسان في خنقها فالانسان هو الذي علمني شراسة الظلم فخارج الغابة تلاحق أمريكا الجميع.. ولا يلاحقها أحد!!