الطبيب بين الممارسة والعمل الإدراي
سنة النشر : 08/01/2002
الصحيفة : اليوم
لقد غادر الدكتور عصام بن عبد الله الخرساني مركزه كمدير لمستشفى الدمام المركزي بعد انتهاء مدة تكليفه ولقد كان مديراً ناجحاً في إدارة مستشفاه وفي تحقيق قدر كبير من الإنجازات وأحسن التعامل مع زملائه في الهيئتين الطبية والإدارية ، وسجل وقعاً طيباً الجموع الناس التي تعاملت معه على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال ونحسب أن الدكتور الخرساني عمل ما في وسعه وبذل جهداً وفيرا وكرس وقتا طويلاً ، وفي أي إدارة عامة من الصعب تحديد النتائج بدقة ، ولكنه سار في المستشفى بأحسن ما لديه من وسائل استخدمها بما يجعله راضياً أمام الناس وأمام ضميره
وهو... على أن القادم لإدارة المستشفى هو طبيب أيضا الدكتور عبد الإله النافع ، وهو أيضاً جاء من مركز قيادي في الشئون الصحية ونرجو الله أن يساعده في إدارة دفة هذه السفينة الضخمة مستشفى الدمام | المركزي... إلا أن موضوع هذين الطبيبين يفتح أمامي موضوعاً مهما طالما شغل ذهني أطرحه هذا باختصار وفي صيغة السؤال والاستفسار يدخل تلميذ الطب كلية من أصعب الكليات وقد تكون من أهمها على الإطلاق لانها متعلقة بحياة الناس وهي ذات كلفة كبيرة من ناحية النفقة المالية العامة ، ويمضي صاحبنا ست.
سنوات صعابا في المذاكرة والتطبيق ، ويمضي عاماً كاملاً للامتياز ، ثم يكمل كل ثلث حياته الأول ليتعلم كيف يكون طبيباً كاملاً) أي يشخص ويعالج اعتماداً على نفسه، ويكمل بعضهم في التخصصات ، وبعض يمضي في فروع التخصص ، ويقضون سنوات من العرق والتوجس للحصول على شهادات الاجتياز من المجالس الطبية المختلفة ، ويمضي طبيب مثل الدكتورين عصام الخرساني ، وأيمن كركر والأخير استثنيته من التساؤل لأنه لم، يتنازل عن ممارسة مهنته أبدا ليكملاً مشوار من سنوات طوال وجهد أطول للحصول على شهادة الدكتوراة في طب الكلى.
أقول هل من المناسب أن يترك طبيب كل هذا وراءه لينغمس في عمل إداري بعيداً عن تخصصه وبعد كل هذا الضنى وبعد كل ما تتوقعه منه دوائره الطبية ومجتمعه ، يدفع للعمل الإداري إنه أكثر من مجرد سؤال!