يحدث في مجتمعنا
سنة النشر : 07/01/2002
الصحيفة : اليوم
كان عدد «اليوم» في ۱۸ رمضان مدعاة لنوع من التأمل, هذا التامل الخارج حارا من الحزن وخيبة الأمل.. فقد كان مقال الأديبة الفاضلة سارة الخثلان عن تعذيب الخادمات ، وخبر آخر عن أب يشج رأس طفلته في الدمام ( أجريت لها لاحقا عملية جراحية في مستشفى الدمام المركزي) ثم كانت هناك صورة ماساوية عن جسد فارقته الروح بعد حادث سيارة بقيادة شاب عشريني بوابات كبيرة للتامل الجاد فيما يحصل في هذا المجتمع من مآس كان خليقا بنا ان نحسن تجنبها.. هذا المقال المؤلم عن تعذيب الخادمات ، وكانت الكاتبة وكانها تصف مجتمعا يعذب نفسه ، فهي تتحدث عن مجتمعنا هذا الذي نحن جزء فيه وتتداعى جزئياته للفعل الواحد، ان تقوم امرأة بتعذيب خادمتها فهو يعكس شيئا في مجتمعنا، وفينا، نحن هذا المجتمع الذي نصوت بانه مجتمع التكافل، والرحمة والخوف من عقاب الله.
بدأ شيء ينخرنا جميعا، لأن أفظع ما يمكن ان يقوم به إنسان هو ان يعذب إنسان انسانا آخر. فاين هذا من الدين الذي يمنعنا من التمثيل حتى بجثث الأعداء؟! وما صفة هذه أو هذا الذي يعذب كائنا إنسانيا ضعيفا مغتربا خالي الحيلة وفاقد النصير ؟! لا بد انها صفة منفرة وأترك للاستاذة الخثلان وضع هذه الصفة. لقد ناديت في أكثر من مناسبة بتفعيل جمعية جادة وعاملة في مسالة تعذيب الأطفال، وهي صارت ظاهرة لا يمكن في أي حال إعماء النظر والقلب والضمير عنها ، وهي لم تعد من نوادر تجاربنا المؤلمة ، ونقول إنها تتفاقم وتزيد ، وأي من ذوي الحس العام يدرك انها مرشحة للتفاقم بفعل ظروف الحياة.. وأرجو ألا يكون من أسباب تفاقمها أنها لقت منا الإهمال.. وإلا سيكون كل طفل يعذب في مجتمعنا قد شاركنا في تعذيبه ثم هؤلاء الأحداث الذين يقودون عربات الموت.
ومن الشباب من يبقى حدثا في عقله ، وفي تصرفاته، وفي رعونته.. ونقول لامهات وآباء هؤلاء الأولاد ، إن لم تخافوا على الناس ، فخافوا على أولادكم الذين قد تكون مراكبهم هي مواكب جنازاتهم!