إسأل "ميشو"

سنة النشر : 05/01/2002 الصحيفة : اليوم

 
لقد انتشرت في الميادين والشوارع وعلى ناصيات الطرق وعلى قمة لوحات الاعلانات المنتصبة بين الأرض والسماء صور المذيع التليفزيوني جورج قرداحي. وقد تأملت في الموضوع كثيرا وهرشت رأسي أكثر ، وحسبت ان الرجل يتقدم الحملة انتخابية لمنصب داخل محطة mbc وحيث اننا ما عهدنا حملات انتخابات في المحطات الفضائية غير انتخابات ملكات الجمال لولا ان التمثل امام الكاميرا لم يكن غرضا انتخابيا على الاطلاق ، فقد كانت اطلالة ناعمة متأملة برومانتيكية وتحت الوجه المليح دعاية لقارورة عطر- وباللحسد باسمه وقبل أن أموت بجسدي لعلي اقول الا غرض آخر بين الرجل وبيني ، ولكن ما الذي جعل منه صورة شهيرة في كل اركان العالم العربي؟ طبعا هي المحطة الفضائية المذكورة اعلاه ولكن ما هية ومواهب هذا الرجل ، فهو يقدم برنامجا منسوخا حتى بديكوراته وموسيقاه ثم انه لا يستعرض فيه آية مهارات فكرية أو حوارية فقط يقرأ اسئلة امامه واجاباتها أمامه. وقد تكون للرجل مواهب تفوق وزنه ذهبا (على طريقة البرنامج الآخر) الا اننا لا تعلمها... وقبله رزان وهي بنت عادية فيها بقية قليلة من الحشمة ( عفوا ان كنت لا أملك اثباتا وهي ايضا حتى عادية الجمال (مع الرأفة) واما الثقافة والنضج فاسأل غيري حتى لا اخرج من حنقي على النص. أقول من الذي جعل هؤلاء من المشاهير بل اشهر من آلاف المفكرين والعلماء والمصلحين من النساء والرجال في هذا الوطن العربي المنزوين في عثمات التجاهل.... هل تلام هذه المكنات الاعلامية الجبارة التي تغطي العالم من اقصاه الى اقصاه وتتسلل الى كل بيت عربي ام يلام كل هؤلاء الناس الذين لو لم يريدوا هذا النوع من البرامج لما قدمته في الأصل...
 
لا ندري من نلوم ولكنها ملاحظة جماعية في غياب البطل الجمالي المعياري صاحب المثل والقيم ورافع النخوة والقدوة الشجاعة والضمير المحب للخير العام في ظل هذا الفراغ وتحت شمس هذا التيه ، وتحت ضغط تصغير الهمة ، والياس من الجدية ظهرت هذه الشخصيات وكسبت شهرة ولكنها شهرة تنتشر مثل النيران التي تنتشر في الغابات فتحرق جمال الطبيعة ورثة الارض. لم أصدق لما قيل لي عن جماهير تسد مدرجات كرة القدم لشخص يدور كالبهلوان ويصرخ كدراويش الحانات وبعد اصابعه كالأهبل... مطوا شفاههم وقالوا لي: اسال "ميشو"...!