سنة النشر : 06/08/2016 الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 93
***
حافز السبت
إن تاريخك وتراثك الحقيقيين هما اللذان سيبقيان مع أبنائك. فاحرص على تسجيل تاريخ وبناء تراث ينير مستقبلهم، ويرفعهم مقاما في عيون الناس.
***
الرأي
أحب أن أتحاور مع الأب عبد الله حمد الرويل عن كون ابنه لا ينطق الكلمات إلا بشكل صعب، وأن المدرسة لم تقبله للعام الدراسي لعدم قدرته على التعبير عن نفسه بشكل موات وسرعة عادية، ويقول الأب عبد الله إنه يلمح ذكاء بعيني ابنه". الحقيقة الذي جعلني أعقب على الأب عبد الله هو أنه قال إنه يلمح وميض ذكاء بعيني ابنه، وأقول له قف هنا، وتمسك بهذه الجملة وتعلق بهذا الشعور، وكن متيقنا أن عيني ابنك تخاطبانك، بل تتلهفان إلى أن تصدق ما تراه بذكائهما. أود أن أذكرك أن طفلا آخر ولد قبل ابنك بأواخر القرن التاسع عشر، وقد أقلق والديه لأنه شارف السنوات الثلاث وهو تقريبا لا ينطق، وإن نطق فالكلمة تأخذ وقتا طويلا حتى تخرج من فمه، أما أخته التي أصغر منه مايا Maja فقد كانت طليقة اللسان، سريعة الكلمات، تفوقت على أخيها الأكبر بمراحل في الفصاحة والإفصاح. إلا أن الوالدين العطوفين، آمنا أن هناك بريق عبقرية بعيني ابنهما، وصدقا هذا البريق. وفي المدرسة أيضا لم يقبل إلا بصعوبة ثم إنه ترك المدرسة لفترة لأن المدرسين اعتقدوا أنه يربك الفصل، وقال عنه مدرسه: "إنه بليد، بطيء الفهم، ولا فائدة ترجى منه". حسنا، ذلك الغبي البليد تولع فيما بعد بعلوم الهندسة والفيزياء والرياضيات، وصار أكبر عقل علمي عرفه القرن العشرين وربما كل القرون، وهو ألبرت أينشتاين. أيها الأب الغالي عبد الله أرجو أن تتأمل بهذه الجملة من أينشتاين: "بينما كان الأطفال حولي يلهون بألعابهم ومعرفتهم الملقنة، كانت صعوبتي بالكلام تجعلني أفكر أبعد بصمت. تفكرت بالكون، بأجرامه ومجراته وحركته وأثره..". الأطفال الطليقو اللسان الذين زاملوا أينشتاين أغرقتهم الحياة فلم نعرفهم.. بينما عرف كل العالم ذلك العيي البليد، الذي أطلق العبقرية من عينيه فلم يصدق عينيه أحد.. سوى والديه. وتذكر حبيبي عبد الله.. إن لم تصدق ابنك فقد تتعدى خسارته أنت وحدك.. لبقية العالم. فصدقه، أرجوك صدق.
***
كتاب الأسبوع
كتاب على أبناء فلسطين وبقية أبناء العرب أن يعرفوا التاريخ القريب الغامض في نشوء الكيان الصهيوني بقراءته. هذا الكتاب سيقول لك بالحرف إن "العصابات الإرهابية الصهيونية" هي التي بدأت تحتل فلسطين. ليس كتابا عربيا، ولا علاقة له بأي قوة عربية ممولة أو محفزة "يا ليت كان فيه تكتلات عربية". كتاب تاريخي سياسي من الطراز الأول قرظته كبريات الجرائد العالمية والنقاد الكبار؛ وذلك لغزارة معلوماته واستناده للاستدلال التوثيقي والوثائقي. يطلعك هذا الكتاب على أمر مهم وأترجم حرفيا: "لقد كانت بريطانيا تساند العرب في الثلاثينيات وأول الأربعينيات وذلك لتوسيع نفوذها الاستعماري "يعني مش لسواد عيون" وكانت عينها على بلاد الشام "لبنان وسورية وفلسطين"، ولكن بدأت هجرة اليهود، وتشكيلهم "لعصابات صهيونية إرهابية"، وزاد ذلك خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وتمرغت عصابة الهاجاناه الإرهابية الصهيونية بدماء الفلسطينيين. واحتارت الحكومة من يمول الهجرة الكبرى لليهود الألمان لفلسطين". المفاجأة أنهم عرفوا أنه بينما أولاد الإنجليز يموتون دفاعا عن حرية فرنسا وطرد النازي عنها، كانت فرنسا مشغولة بتمويل هجرة اليهود، وتسليح عصابات اليهود الإرهابية مثل الهاجاناه لقتل الجنود الإنجليز والفلسطينيين" هذه معلومات أخذت من وثائق أطلق سراحها من الخارجية البريطانية اغتنمها المؤرخ السياسي "جيمس بار" ليخرج بكتاب عنوانه له قصة مؤلمة لنا، أحدثكم عنها لاحقا، وعنوانه "خط على الرمال A Line In The Sand".
***
المهم
إن من رزقهم الله أطفالا متلعثمين أو أي طيف من ظاهرة التوحد، أو تشتت الانتباه عليهم، أن يؤمنوا ويصدقوا ويوقنوا، أنهم رزقوا كنوزا لا تقدر بأثمان الأرض.