مقتطفات السبت 88

سنة النشر : 21/05/2016 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 88

***

حافز السبت

نحن كأمة، ونحن كأفراد، نعرف أننا لا نملك الأمس إلا بتجاربه وخبراته، ولكن نملك الغد ونحن مسؤولون عن نتائجه التي علينا البدء بأعمالها .. الآن.

***

عزاء

كان وقع سقوط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديجول في باريس إلى مطار القاهرة فاجعا للمصريين، ولنا كعرب إخوة لهم، وللعالم أجمع إن كان عملا إرهابيا. وتعازينا للأمة المصرية الشقيقة، ولأسر ركاب الطائرة المتحطمة جميعا.

***

الطائرة المصرية المتحطمة

عجيبة ظروف بعض الطائرات التي تختفي فجأة من رادارات أبراج المراقبة رغم التقنية المتقدمة التي تحدد بالضبط مسار الطائرات ووقت اختفائها بالضبط ومعرفة مكان اختفائها أو سقوطها بدقة، وإن كان لغز اختفاء الطائرة الماليزية في المحيط أمرا ما زال يثير الريبة والاستغراب، وربما قبلنا لو على مضض واستغراب أنها سقطت في المحيط الشاسع، ولكن عدم العثور على حطام مؤكد للطائرة المصرية حتى لحظة كتابة هذا المقال أمر يستوجب شيئا فوق الريبة والاستغراب الذي أحاط بسقوط الطائرة الماليزية، فحوض البحر المتوسط كبركة سباحة بالنسبة لاتساع المحيط، كما أن أعماقه ضحلة قياسا إلى أعماق المحيط، والمكان والوقت محددان بدقة. شيء ربما تكشف عنه التحقيقات القادمة، إن لم يغط بالضباب المعلوماتي. هل هو عمل إرهابي؟ هذا ما كاد يتفق عليه المصريون والفرنسيون في البداية، ثم ظهر الأمريكان ونفوا أن يكون انفجارا، وبالتالي أنه قد لا يكون عملا إرهابيا من مراقبة القمر الصناعي. يعني أن الطائرة مراقبة بدقة من الفرنسيين واليونانيين والمصريين والقمر الصناعي الأمريكي وفي منطقة محصورة، وتضاربت الأنباء. هل هناك أمور فوق الإرهاب وفوق العطل الفني يحدث لبعض الطائرات مقصودا من جهات ذات مصلحة؟ لننتظر نتائج التحقيق، وما يقوله الصندوق الأسود، راجين أن تصلنا المعلومات صافية كصفاء سماء بلا غيوم.

***

شخصية الأسبوع

العقل الإرهابي لم يدرس حتى الآن بصفة متجردة علمية، وحتى الآن ليست هناك معرفة دقيقة كيف يفكر ويستنتج العقل الإرهابي، وبالتالي لا نعرف إن كان العقل الإرهابي عقلا شريرا أم عقلا قد يكون طيبا ويصدق أن إصلاح العالم، وإصلاح وضعه فيما بعد هذا العالم هو السبب الذي يعتقد أن العمل الإرهابي يحققه. لا يمكن أن نثبت أيضا أن العقل الإرهابي ليس عقلا سببيا، أو ذا استنتاج منطقي. فلا دليل على أن عقول الإرهابيين منحرفة، بعض المنخرطين اشتهر بين جيرانه وأهله ومعارفه بالطيبة وحتى التوازن، وبعضهم بالعلم المتخصص الراقي. حاولت معاهد غربية خصوصا في أمريكا فحص العقل الإرهابي، وثبت في مقال في مجلة "ساينس" العلمية أن لا دليل على أن العقل الإرهابي منحرف أو شرير بالضرورة. وتتفق البحوث على أن دور القائد الكرزمائي والوعود الرحبة التي يقبلها ويؤمن بها عقل الإرهابي من الأسباب الرئيسة. يبقى أن هذا القائد الكرزمائي هل يحمل نفس الصفات والتوجه؟ سؤال من الصعب الإجابة عنه. على أننا يجب أن نعترف بأن صناعة الإرهاب تعتمد على العقل والذكاء والعلم .. والحزم والثبات، وعلى من يواجهون الأعمال الإرهابية أن يحملوا الصفات ذاتها من الجهة الخيرة، وحتى أقوى..

***

الواقع

هل يتحول العالم الدولي الديمقراطي إلى العنف كي لا أقول الإرهاب؟ دول ثابتة في العمل الديمقراطي يحصل لها أمر يحمل مؤشرا مخيفا. ففوز ترامب مثلا في أمريكا سيناريو مروع كما تقول "التايم والإيكونوميست" وأشخاص يحملون صفات اعتبارية مهمة، بل إنهم يقولون إن ترامب سيكون كارثة مروعة على أمريكا قبل العالم. ويفوز بالرئاسة الفلبينية شخص عنيف ولطالما تفوه بكلمات وقحة كجملة شهيرة قالها عن مغتصبة أسترالية بأنه كان يود لو كان أول المغتصبين. وهو عنيف كثير السباب، وهدد علنا بقتل أولاده لو لاحظ أنهم يقربون المخدرات بأي شكل .. والشخصيتان تشتركان في ظاهرة متشابهة، وهي العدد الهائل من المعجبين الذين تزاحموا على التصويت لهما. فأي عالم سيكون؟

***

والمهم

أؤمن بأن مهما ضجت طبول الحرب ونذر الشؤم .. فإن بشائر الفأل ستشرق، وأن السلام سيسود.