سنة النشر : 07/05/2016 الصحيفة : الاقتصادية
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 86
***
حافز السبت
ما رأيت أكثر تعبيرا عن الحب كالعمل التطوعي الذي يأتي خالصا من أي مطمع، فهو حب مثبت للفرد، للمجتمع، للأرض، للوطن.. وللعالم.
***
الرأي
هناك عنصر غير مرئي في الرؤية الطموحة لبلادنا 2030، ومع وضوح هذا العنصر بروحه في كل الرؤية إلا أنها لا تذكر ضمن ما يكتب من البرامج والخطط، لماذا؟ لأن ما لا تراه أعظم مما تراه. هذا ما أؤمن دوما به هو أن ما لا يرى أكثر أهمية مما نرى. انظر الهواء مثلا لا نراه، وانظر أننا نؤمن بالله ونحن لا نراه وكأننا نراه. ذلك العنصر الذي يشع بروحه بكامل الرؤية هو الإيجابية. كل فعل تقدمي للإنسان وللبشر ارتقاء في سلم الحضارة إنما حصل بسبب إيجابيين آمنوا بآمالهم وأحلامهم، وآمنوا بأن بقدرتهم تغيير العالم.. وغيروه. وما هو المولد الكبير وراء هذا الإنجاز الإنساني المبهر في كل مجال إنه مولد الإيجابية. وبالتالي نعرف بداهة أن السلبيين كانوا دوما إما لا يمثلون أي مساهمة بالحراك الإنساني، وإما أنهم يضعون العصي في عجلات التقدم، والسلبيون عملهم سهل ولا يحتاج إلى ذكاء ولا إلى عقل، إنما يحتاج إلى روح مهزومة أو نفس كسولة حاسدة. أن تصنع عجلة التقدم يتطلب جهدا وأملا ونفسا مرتاحة من أثقال مشاعر الحسد والكراهية منصبة على العمل والهدف من وراء العمل، بينما العمل السلبي لا يتطلب ذكاء ولا جهدا، إنما يتطلب نفسا مريضة عاجزة، فدس العصا في العجلة لا يتطلب أي نوع من الذكاء وبذل الجهد الكبير. والتاريخ يثبت أمامنا أن الإيجابيين الذين غيروا العالم للأفضل هم، وبعد تعب ولأي، المنتصرون على السلبية والسلبيين، بدليل هذا التقدم الحضاري المذهل. وبما أن "رؤية 2030" رؤية مفعمة بروح الإيجابية، فإننا بإذن الله قادرون على تحقيق أهدافها ربما حتى قبل ذاك التاريخ.
***
الواقع
الإيجابية تظهر بسطوع الآن بالأعمال التطوعية والأهلية. ففي مدة زمنية واحدة عرفت ثلاث تجارب مهمة. الأولى: اقترح خالد الصفيان فكرة بدأت بسيطة وهي "الذوق العام" والذوق العام من ألمع واجهات الإيجابية فهي تعنى بكرم التعامل وصيانة المكان والبيئة، والرقي في المسلك اليومي والعام، ونجحت الفكرة وكبرت كما يعبر من تحمس لها وآمن بها الأخ خالد ككرة الثلج وهي حاليا وبفترة وجيزة كبرت وصارت جمعية عمت شهرتها البلاد، وعملها ساطع "بذوق" جميل ويزداد جمالا كل يوم. والثاني: الأخ كمال عبدالقادر لما رأى بعض الهنات الأخلاقية في مجتمعه المحيط، طرأت عليه فكرة "الأخلاق حياة" هذه الفكرة البالغة الإيجابية تحولت في زمن قياسي إلى حملة كبيرة فعالة، وما زال كمال يحتاج إلى دعم ورفد كي تنتشر الحملة وتعم. وثالثا: طلب مني الدكتور صالح المسلم أن أشارك بجمعية تعنى فقط بالإيجابية واتفقنا على تسميتها "الإيجابيون السعوديون" والفكرة لامعة وهدفها العمل على تفعيل الروح الإيجابية في كل عمل. ستكون هذه الجمعية الوقود في عربات العمل الوطني والمجتمعي والعملي والعلمي متداخلة لتكون نسيجا تحتيا لأي عمل، وهدفها أيضا العمل من خلال طموحات "رؤية 2030" عن طريق المساهمات والمشاركات مع الجمعيات والجهات الرسمية والمدنية، ومن أجل ذلك ستقيم ورش العمل وتعد البرامج وتتداخل شبكيا مع فئات المجتمع لنشر راية الإيجابية.. وليكون السعوديون الإيجابيون ليسوا فقط المنتمين للجمعية التي هي تحت التشكيل حاليا، بل ليكون كل السعوديين إيجابيين..
***
والمهم
عندما تقودك الإيجابية إلى معرفة طعم الحب، فإنك ستنبذ طعم الكراهية.