مقتطفات السبت 84

سنة النشر : 23/04/2016 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 84

***

حافز السبت

لا أحب هذه الجملة "يجب عليك أن تقوم بهذا". ليتنا نتوقف عن تكرار هذه الجملة الآمرة والزاجرة معا، ونعاهد أنفسنا أن نقوم بأحسن ما يمكننا عمله .. وكفى!

***

الرأي ـــ أمريكا

قلت البارحة في لقاء تلفزيوني عبر الهاتف لما سئلت عن القمة الخليجية ـــ الأمريكية وبحضور ملك المغرب، إن أمريكا يصدق عليها الوصف "من صديقته أمريكا فهو لا يحتاج إلى أعداء". أمريكا لا تعرف إلا المصلحة، وأحيانا المصلحة الصبيانية. ولا تحسبون أني من وصف هذه الأمة بذلك، بل وصفهم بها "تشرشل" وهم أفضل حلفائه بل أنقذوه من هزيمة متوقعة من النازي، وقالها واحد من أعظم فلاسفة الرياضيات في القرن العشرين ورواد السلام الكوكبي "برتراند رسل". بريطانيا كانت (طبعا) كأي دولة ترعى مصالحها ولو خربت الدنيا من ورائها، وهي لم تقصر وفعلت ذلك. فما زال العالم كله يدفع ضريبة آثام السياسة البريطانية. ولكن الساسة البريطانيين كانوا دهاة وعباقرة بمعرفة طبيعة كل شعب وكل حضارة حتى يتمازجوا بها ولا عجب أنهم ما زالوا سادة بعلوم مقارنة الحضارات بالأكاديمية العالمية، وهذا بسبب العقل البريطاني المتئد الصبور البارد الحسابي .. أما سياسة الأمريكان فهي سياسة المتنمر بمدرسة ثانوية، يوما يصاحب هذا وفي الغد يخاصمه أو يضربه، فقوته تسبق دهاءه التخطيطي. إن أمريكا أثرت سلبا على سمعتها بين شعوب الأرض على نفسها بالتسلط والتنمر وقصص سحب البساط في أي وقت من تحت أصدقائها قبل أعدائها منذ الحرب العالمية الثانية. "هنتجتون" نفسه يكاد يصف أمريكا بأنها في مرحلة المراهقة قياسا إلى أوروبا العجوز، وأنها تدفع ثمن هذه المراهقة بأفكارها السياسية والمصلحية رغم التفوق التقني العالي الذي أتي بنسبة كبيرة من عقول من العالم القديم. التنمر الأمريكي والمراهق جعلها تفقد درتها الكاريبية "كوبا"، ودرتها بالمحيط الهادي "الفلبين" وكنت حاضرا بالفلبين أول هذا القرن لما تنمر الأمريكان بطريقة فجة ووقحة على الفلبينيين ما أشعل الرأي العام والإعلام وفقدت أمريكا فعلا قاعدة عائمة وتابعة ومطيعة لها وهو الأرخبيل الفلبيني. وانظروا أنه مع تعاظم الخطر الصيني فكرت الفلبين هذه المرة بالهند، وليست فقط وعود الأمريكان، للمساهمة في الدفاع عن حوضها المائي الواسع، ثم تبعتها دول جنوب شرق آسيا على النهج ذاته. وأظن أن أمريكا لا تعي هذه التصرفات كما يقول المؤرخ السياسي الإيطالي "كارلو جينسبرج" صاحب الكتاب الشهير "الجبنة والدود" وهو يعتقد أنها لن تفعل. فحذار أن تكون أي دولة جبنة ينخر بها الدود الأمريكي.

***

الواقع

من أشد ما أعجب منه عمى السياسة الأمريكية، خصوصا إدارة أوباما عن قراءة التاريخ. وبالذات تاريخ الصداقات والمصالح المترابطة. المملكة العربية السعودية ودول الخليج عموما تربطهم علاقة صداقة متينة مع الولايات المتحدة، ولو قيست الفائدة التي يحصل عليها الطرفان لرأيت الكفة ترجح بوضوح لمصلحة الطرف الأمريكي. ولم تؤذ هذه الدول أمريكا بل حالفتها بأهم مقتضيات الشأنين السياسي والاقتصادي، وتميل أمريكا الآن إلى من عاداها وما زال يعاديها صراحة وتأذت حتى العظم من هذه الكراهية. يعني كيف؟ أمطلوب منا أن نكره أمريكا ونسبها علنا (الله يعلم ما في الباطن) حتى تأتي خاضعة؟!

***

تمنيت للحظة لو لم أكن سعوديا

لما سئلت عن القمة الخليجية - الأمريكية بلقاء لمحطة تلفزيونية عبر الهاتف، تمنيت للحظة فقط لو لم أكن سعوديا (ثم أعود طبعا لأني محظوظ بكوني من هذا الوطن) حتى أبعد صفة التحيز واصفا تفوق السياسة السعودية بذكاء بعدم مواجهة الزعامة الأمريكية وحيدة رغم كتلتها وأثرها الكبيرين، وجعلت اللقاء كتلا كبيرة واحدة في العالم العربي، وعندما استمع أوباما لوجهة نظرهم فهو يدرك أنها ليست ما يراه السعوديون فقط، بل كامل دول الخليج والقسم الأكبر من العالم العربي.

***

الحرية

من لا يريد الحرية؟ أخطبوط في متحف الأحياء المائية النيوزيلندية، نفذ طريقة للهرب بذكاء بارع نحو الحرية. وجد فتحة صغيرة أعلى الحوض المائي وضغط جسمه الرخو خارجها ثم تسلل مع أنبوب صرف حتى المحيط الواسع .. وتحرر من الأسر!