سنة النشر : 19/03/2016 الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 79
***
حافز السبت
لا تبحث في علاقاتك عن شخص مثالي أو شيء مثالي، وإن بحثت فلن تجد. علينا البحث عن الصفات المثالية وغير المثالية بأي شخص وبأي رأي.. بشرط أن يكون هذا البحث مثاليا.
***
الرأي
في الواقع السياسي الحقيقي لا شيء يستقر، ولا شيء يصدق ولا حتى يحتمل الصدق إن لم تكن لصيقا بأصحاب القرارات السياسية؛ وهذا يتعذر أو يستحيل على معظمنا. كما أننا في الواقع السياسي لا نكتشف شيئا ولا نغيره عندما نقول إن هناك مؤامرات ومكائد تحاك حولنا وعلينا، فهذا هو الطبيعي في السياسة الواقعية، وهي فقط مسميات ومصطلحات لا تثبت إلا شيئا واحدا وهو قوة حقيقة المصالح الخاصة بكل دولة في الدول ذات التطور المؤسسي الراسخ، أو في رأس دكتاتور يعتقد أن العالم يدور حوله وحده ويبدل بقراراته كما تصوره له نفسه المتعاظمة. لا يخرج الأمر عن ذلك؛ لذا سنسمع أصواتا وسنرى مواقف متضاربة من دول وقادة في ما يخصنا، ولا أرى أن نجزع، فهذه طبيعة الانغماس السياسي عندما يحالفنا أحد يوما سيطري صفات مثالية في التعاون والصداقة ولما ينتكس لأي أمر لأننا مثلا أردنا أخذ قرار سيادي واستراتيجي مستقل فينقلب من كان حليفا في لحظتها فيدعي ويصرح بصفات غير مثالية. علينا أن نعمل فيما هو لصالح هذه الأمة فقط وإخوتنا الخليجيين فقط في تعزيز القوى الداخلية في كل شيء من الدفاع إلى التعليم إلى المشاريع وتدوير تروسها بكل مجال، وألا ينشغل إعلامنا وننشغل معه بتصريحات سياسية هدفها فعلا إرباك انتباهنا عن بناء الأمة من الداخل أو الصراخ ضد من يهاجمنا فلا تضيع إلا جهودنا مع بحة إعلامية تقعده عن دوره بتقوية الداخل والمشاركة في دفع الحماسة للعمل الدؤوب والذكي في أن يتوجه كل تركيزنا إلى تقوية جسدنا الوطني مع بقاء عين كبيرة مفتوحة على أي ما يهددنا في الخارج.. وفي الداخل.
***
شخصية الأسبوع:
روح رعد الشمال نقلت القوة الإسلامية نفسيا من هابط لعال مرتفع. انتهت المناورة التي اعتبرت من الأكبر التي شهدها عالم المناورات العسكرية بالعالم. أكتب عن روح رعد الشمال بعد أن انتهت قوته المادية المذهلة. هذه الروح أقرأها في صحف العالم وأجد أنها أثرت في كبار الصحافيين والإعلاميين والمتخصصين العسكريين، طبعا لكل رأيه، ولكل تفسيره، ولكن يكاد الموقف الجامع لهم التسليم بـ “مفاجأة” التنظيم الذي يوحي كما يقول استراتيجي غربي بأنها قيادة فعلية لحرب حقيقية تحت عقلية لوجستيكية عبقرية. ماذا نقول للعالم؟ لا يهمني! لنا الحق أن نجري أي مناورة نريد داخل حدودنا متى وكيف نريد، ومن يريد أن يفسر من عنده، فليكن.. ليس شغلنا.
***
والمهم
أجمل ما يعيد إنعاش نبتة القلب ويرويها هو الوفاء. الدكتور عبد الله العثمان الذي شكل بعهده شخصية كبرى لجامعة الملك سعود، صديق أبعدنا الانشغال والمكان.. حتى فاجأني في بيتي يزورني قادما من الرياض وعائدا بذات اليوم.. فقط ليطمئن على صديق ضعفت به صفة المثالية، ولم يكن مثله بالوفاء.
في أمان الله،،