سنة النشر : 27/02/2016 الصحيفة : الاقتصادية
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 78
- حافز السبت
أنا شاب فتي. أنا شاب قوي. أنا شاب تدور دماء الفتوة حارة في عروقي.. أنا شجاع لا أهاب، إن لم أكن جنديًا على الحد، فإني إذن أساعده وأحمي ظهره.
***
الرأي
نحن بلاد وشعب لا نحب الحرب أبدا. الحقيقة نحن نمقتها جدا، في الحرب تموت الأرواح وأهمها أرواح منا، كما لا نحتفل بموت أعدائنا. الحرب تلتهم مقدراتنا التي جمعناها عبر السنين.. لا يمكن لأي عاقل أن يتهمنا بأننا بدأنا أي حرب، ونحن نسلخ من لحمنا الحي وننزع من قلب اقتصادنا. لكن متى أراد أحد أن ينال من نقطة من أمن أمتنا أقدمنا لا نرى العواقب وإنما كل ما نراه سحق الخطر الذي يهددنا.. وبأي ثمن.
من الرجال الذين يكونون هم خطنا الأول في الحروب؟ الذين هم الدرع بيننا وبين هول تهديدات الأمن؟ هم أولئك الشباب من الجنود على حدود النار والروع. هم الذين يتيحون لي آمنا كتابة هذا المقال، ويتيحون لأنصار نادي الهلال الاحتفال بمنجزات ناديهم، ويجعلون تلك "الشلل" بالمجالس والاستراحات يقومون بالصراخ حول فريقين أجنبيين بالنقل المباشر، وآخرين يتنازعون حول المسلسلات في برامج التلفزيون، وهم يحمون ملايين الأمهات وهن يجهزن فطور الصباح لأبنائهن قبل التوجه للمدارس، وهم من يحمون المشايخ الذين يجولون في البلاد للوعظ آمنين، كما يحمون العلماء والأطباء ورجال الأعمال، والمعلمة والمعلم دون أن نشعر بنقطة خوف.
كل ذاك يحدث بعد مشيئة الله ثم بفضل شباب كشبابكم، بل هم شبابكم. شباب قد يقدر الله أن يكون أيا منهم طلقة في صدر هول الحروب التي لا نراها.. وهم لا يرون غيرها. أكاد لا أمسك الكلمات وهي تنهمر ولكن علي أن أتذكر أني أكتب بلا خطر، وعلي أن أتذكر من له بعد الله الفضل بشعوري هذا، إنه ذلك الجندي الذي ترك خلفه أعز من لديه وأعز ما يملك، واتكل على الله واقفا على الحد.. لا يدري متى تهتز الأرض تحته.. أو فوقه.
***
شخصية الأسبوع
لا يمكن أن يكون شخصية الأسبوع سوى هذا المعرض العظيم الذي أقيم في الرياض عن الصناعات العسكرية السعودية. لا يسع المكان للحديث عنه، وأعود إليه بمساحة أوسع بإذن الله، إلا أنه كان داعما نفسيا واقعيا لكامل الشعب على قدراتنا العقلية الصناعية العسكرية وتوطين هذه الصناعة.. ما كان يبدو مستحيلا، صار في غاية الإمكان.
***
والمهم
يقول الإسكندر الأكبر:
"أنا لا أخاف جيشًا من الأسود يقودهم خروف، وإنما أخشى جيشًا من الخرفان يقودهم أسد". وجيشنا -بإذن الله- أسود يقودهم أسد.