مقتطفات السبت 74

سنة النشر : 30/01/2016 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 74

***

حافز السبت

أول واجبات أي أمة في مقتضى بقائها "إيجاد" العمل النوعي الذي يفيد الأمة فيفيد الشباب. وأول واجبات الشباب في مقتضيات بقائهم "إيجاد" فرص العمل التي تفيدهم فيفيدون أمتهم.

***

الرأي

ليس التنظير صعبا. البراعة كل البراعة، والأهمية كل الأهمية بالتطبيق الناجح. لننظر لعقلنا البشري لنعرف شيئا مهما بمهماته، أو عندما تختل مهماته فيخاتلنا. في فص جدار دماغنا الخلفي خلايا شغلها هو معرفة مكان هدف معين ثم دقة الوصول إليه باليد أو بالإشارة إليه. إلا أن هناك خللا يصيب أداء هذه الخلايا فيربك دقة الحواس يسمى متلازمة بالينت Balent’s syndrome والمصابون بهذه المتلازمة يدركون تماما الهدف ولكن لا يستطيعون أن يصلوا إليه أو يشيروا إليه بدقة. يعني كأن تقول للمصاب بهذا الاعتلال أين كوب الشاي الذي يعرفه تماما ربما حتى أكثر من غيره تفصيلا، لأن طبقة الخلايا التحتية بهذا الفص هي التي تركز على التفصيل، ولكن لما تطلب منه أن يؤشر للكوب أو يتناوله يجد صعوبة بالغة في الوصول إليه. الذي أريد توضيحه من هذا المثال أننا نستطيع أن نكتب الخطط، ونتكلم عنها ونشرحها ونفسرها بأفضل ما يمكن لكن المحك الحقيقي هو الاستفادة منها في التطبيق وليس فقط إدراكها بتفاصيلها، أي أن ننجح في تناول كوب الشاي وشربه وليس فقط معرفته بلا استطاعة الوصول إليه. إن الدول التي وضعت "كوب" أهدافها جيدا، ثم وصلت لتناوله وشربه هي الدول التي اطمأنت على تقدم أجيالها، وتقدمها بين دول الأرض.

***

شخصية العدد

شخصية اليوم غير حية، غير واعية، لكن تقريبا تحرك معظم الطاقات الحية وغير الحية في العالم، وهو البترول. والقضية الشاغلة الآن هي أسعار البترول التي تنخفض بلا أي إشعار واضح أنها ستأخذ درجات الصعود عن قريب. على أن المسألة التي أطرحها اليوم ليست هنا بل الشيء الذي فاجأ التوقع الاقتصادي الكلاسيكي بأن انخفاض أسعار النفط سيسهم في ازدهار اقتصاد الدول التي تستورده. الذي اتضح ومن الصعب حتى الآن تفسيره، ظاهرة أن سعر النفط المرتفع المعتدل كان عنصرا رئيسا لتماسك أسواق وبورصات العالم؛ مع انخفاض الأسعار دخل الاقتصاد العالمي في لولب اهتزازي بالدول المستوردة، ويتضح في الصين أكبر الدول التي تستورد نفطنا. عزي ذلك لأمور متعددة منها توقعات سياسية بأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. إلا أن مسألة استقرار السعر النفطي مهمة كما يقول السوق العالمي. ومن ناحية إيكولوجية "بيئية" يتخوف حماة البيئة الأمميون من انخفاض سعر الوقود الأحفوري عموما لأن هذا سيؤثر حتما في الإنفاق على بدائل أقل خطرا على البيئة منه. هل سيكون الانخفاض درسا لا يتكرر؟ أم ينفلت لقرار لا نعلمه؟ الأيام ستخبرنا.

***

كتاب الأسبوع

لم يبق من المرأة سوى هيكل عظمي متداع، تحمل معها حطام ما تملك وخمسة من أبنائها هاربة من جحيم الاقتتال في الصومال إلى أكبر مخيم لاجئين بالعالم في الشمال الكيني، وكانت تحث خطاهم ليعبروا الحدود ويصلوا للمخيم بأن توهمهم أن أسدا يتبعهم ليلتهمهم فيحركهم الروع رغم وهن الأجساد. وليست هناك قصة تنتهي عند أي حد إلا عذابات فوق التصور في كتاب "مدينة من الأشواك City of Thorns" للمؤلف "بن راولنس" ويقصد بها مخيم داداب الأكبر في العالم، الذي صار مجتمعا من أكثر من نصف مليون صومالي أكبر من مدن كينية حول المخيم، وله شبكة ونظم حياتية منذ عام 1992 وهذا يعني أن جيلا ولد وتزوج وهو لم ير غير هذا المخيم، وصار مرتعا للجريمة والإرهاب. يجب أن تعمل الإنسانية على وضع نهاية أو واقع أفضل لأي مخيم لاجئين في العالم.

في أمان الله.