مقتطفات السبت 69

سنة النشر : 11/12/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 69

***

* حافز السبت

بينما تتحرك كل الكائنات بالتلقائية الحتمية، أو بالغريزة البهيمية، خلق اللهُ الإنسان مجردا من كليهما، ليكتشف الحلول.. ليفكر.

***

* الرأي:

وكأن التاريخ يعيد نفسه. التاريخ الذي بدأ من القرن السابع عشر، وظننا أنه انتهى في عصورنا الحديثة. يخرج في العالم السياسي الدولي شخصان جباران، عنيدان، لا يلينان لأي رأي غير رأيهما، ويؤمنان بما لا يعلنه أحدهما وهو القيصر، وما يعلنه الآخر وهو السلطان. القيصر هذه الأيام هو بوتين الرئيس المطلق لروسيا العظمى، الذي لا يعلن شوفنيته بها، ولا حقده على الغرب الذي أطاح بالإمبراطورية السوفيتية. القيصر بوتين يحيي آمال القياصرة الروس بالتوسع للجنوب الدافئ ومد يد الدب الروسي العملاقة لمدخل المتوسط عبر البوسفور التركي. ولم يقف العداء يوما بين الأمة التركية والأمة الروسية، ولا طمع الروس وخوفهم وكرههم للأمة التركية منذ أيام السلاطين العثمانيين. وأردوغان واحد من أقوى الشخصيات وأكثرها صلابة وعنادا في المشهد القيادي العالمي، ولا يخفي انتماءه للأرومة التركية التي صفتها ولحمتها وسداها الإسلام، ويريد أن تكون تركيا فوق العالم، ولم يقف يوما دون أن يثبت ذلك، فكسب بالطريق أعداء، كما خسر بذات الطريق أصدقاء. الآن يجتمع في وقت واحد أكبر رأسين عنيدين بهما من الشراسة والصلابة ما لا يمكن تصور لقاء تصالحيا بينهما إلا بتنازل كامل، وكلاهما لن يتنازلا. ولكن الذي تعلمناه من السياسة والحرب أن كل شيء ممكن.

***

* عودة اليمين:

العالم الغربي يتغير بعاطفته ومنطقه. الآن العقل المحايد في الغرب في طريقه للاضمحلال. اليمين الفاشي اللوبيني الفرنسي العنصري الكاره للعرب والإسلام يكتسح في فرنسا. المسيحيون الفاشيون ينتشرون في ألمانيا، ظهور مجموعات معلنة تكره المورو في إسبانيا. والمورو هم المسلمون، وبالذات من شمال إفريقيا ومنهم من يقيم بإسبانيا. دونالد ترامب الذي تسميه الصحافة الأمريكية بالأخرق يطالب بمنع كل مسلم عن دخول أمريكا، بل يذهب غيره إلى طرد المسلمين من أمريكا. وفي كندا بمنطقة كيوبيك بدأت تصفيات منظمة ضد المسلمين. إن كان للمؤتمر الإسلامي أن يعالج شيئا طارئا وبحزم فهو الانعقاد بأقرب فرصة لمواجهة هذه التحولات الخطيرة.

***

* شخصية الأسبوع:

المدن جمالها لا يعكس فقط جمال من بها، ولكن يعكس بشكل احترافي ومهني ووظيفي العقليات التي تديرها. الدمام مدينتي التي أحب، بها أشياء أحب، وبها أشياء لا أحب.. أحب مظاهر التطور والتحسين بها، ولا أحب أماكن الإهمال وسوء الإدارة، وانخفاض الذائقة ببعض نواحيها. الدمام تتحول لمدينة جميلة، ليس حتى الآن الجمال الذي أحلم به كمحب لها، ولكني مطمئن أنها بالطريق لذلك. بدأت الأحياء تنظف، والشوارع تتأنق، والأخضر والزهور تنثر حسنها على جادات وطرق المدينة، هناك عمل دؤوب صفته الجمال. في أمانة الدمام عقليات تؤمن أن جمال المدينة ونظافتها ورقيها مسألة شخصية. أي أن جمالها من جمالهم ورفعة طلتها من رفعة ذوقهم، وتطورها من عقليات تتطور. ولا بأس أن يكون الأمر شخصيا أكثر من وظيفي.. لأن الحرص على النفس سينعكس على المدينة. جاء الوقت لمسح الصورة القديمة النمطية لعاملي الأمانات الشخصيات لصورة جديدة أبهى. وحبي لمدينتي يجعلني شخصيا أحب من يحرص على إبهاج قلوب محبيها.. فأعلن حبي لأمانة مدينتي.

***

* والمهم:

إنها الأشياء التي لا وزن ماديا لها تحكم الدنيا مثل: الكهرباء، الحرارة.. والحب.