مقتطفات السبت 64

سنة النشر : 07/11/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 64

لا يمكن قياس مدى التأثير الحقيقي لشخص في حقله أو عالمه إلا عندما يحدث وضعا قويا قد يكون أغلبه مؤقتا، وهناك شخصيات مداها متصل ومتواصل، فاختيار الملك سلمان كأقوى شخصية في العالم العربي واضح جدا، فمنذ توليه الملك وتأثير قراراته وأفعاله متصلة دون توقف وكأن التاريخ فجأة وقف على أطراف أعصابه بلا التقاط لنفس. الذي يغيب في القياس العالمي أنه يتعدى ما وضعت "فوربس" الملك سلمان فيه عالميا بالذات في دروس قيادة الشعوب، فمثلا أيزنهاور أو تشرشل أثرا تأثيرا عظيما في العالم وتاريخه ولكنهما قادا مجتمع حرب، ونرى الملك سلمان يناصر الشرعية في اليمن ويشارك في إيقاف الحرب في سورية وما زال المجتمع مدنيا مطمئنا لا تطوله شرارات الحروب، وهو يقود اقتصادا صعبا مع انخفاض سعر النفط، ويستمر في مشاريع البلاد الكبرى.. هنا ترتبك المقاييس، أو لا ينتبه لها صانعو المقاييس.

***

* الشتات السوري

سورية وبلاد ما بين النهرين هما حاضنتا الحضارة والمدنية من تاريخ بعيد جدا. ومن أرض الشام نبغ العقل الصناعي، في سهولها تعلم الإنسان صهر المعادن فأطلق للبشرية آفاقا فتحت آفاقا. الشاميون هم أهل الحركة فانتشروا في العالم. وهم الجاليات الوحيدة التي تصنع عزتها في الغربة والأغرب تتوهج وطنيتها. هم أهل عبقرية الجمال التعبيري فأكبر النقلات الحديثة في اللغة العربية روادها شوام نثرا وشعرا وباقي الفنون. هذه المرة كان شتاتا سوريا حقيقيا، وعذابات تعدت خيالات الأساطير الإغريقية التي بالغت بقصص العذاب. وأتابع ويدي على قلبي ما يجري لهم، والذي صار أن من وصل للدول الأوروبية منهم وهم مئات الآلاف لم يجدوا فردوسا واعدا، بل وقعوا في مأزق جديد من الإهمال والإبعاد عن مكونات المجتمع الأوروبي الذي وصل له اللاجئ السوري. لا حل غير أن يعود السوريون لسورية .. وتعود لهم.

***

*كتاب الأسبوع:

أول ما يتبادر لذهني عندما يسألني المهتمون من الشباب عن كتاب يقرأونه، هو كتاب "الأيام" لطه حسين عميد الأدب العربي. لماذا؟ قرأت كثيرا من السير فأنا مغرم بذلك، على أني لا أجد حتى الآن أفضل ولا أمتع وأكثر فائدة من سيرة طه حسين. فهو لا يدير العالم حول نفسه إنما يدير نفسه حول العالم. بأسلوبه السائل السهل لا تخرج من الكتاب إلا وقد عرفت كثيرا عن حياة الصبي الأعمى الذي صار بروفيسورا ووزيرا وأعلى كتاب العرب شأنا، والأهم أنك ستخرج بثروة ثقافية إنسانية، فوق ما تتوقع.

***

والمهم:

تصلني رسائل المظلومين، والمتروكين، والمحرومين من حقوق، والمعنفين.. وقلبي يدمع دما. وجدت أن أشد الأحمال ثقلا على القلب تضرعات مظلوم لا تملك حالا رفع ظلمه.