مقتطفات السبت 63

سنة النشر : 24/10/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 63

***

حافز السبت:

الحياة جميلة، والحياة بها دمامةٌ وجمال. إن اخترت الدمامة فستجدك هي، وتتضخم سلبيا في نفسك، وينضح قلبك بؤسا، فيحول الجمال إلى قبح. وإن اخترت الجمال فستسمو نفسك، ويفرح قلبك، ويصفو عقلك فيحول القبح إلى جمال.

***

الموضوع:

خلاص تعبنا يا أخي من البحث عن القبح، أصلا لا داعي للبحث عنه فهو يفرض نفسه إن أردته. ولكن ما الحل؟ الحقيقة لا حل ستتساقط نفسك كطوب معطوب في هيكل نخره النمل الأبيض، فتغرق في الهوان والمرارة وكره كل شيء. الجمال يتطلب جهدا، الجمال عزيز وغال وهو مخبوء بكل مكان، وليس نادرا، ولكنه يحتاج إلى النفس الجميلة والعقل الجميل والتوقع بأن الأشياء لابد أن تتجه للأفضل؛ فهذا سر بقاء الحياة نفسها. لك أن تنتقد الأخطاء صحيح، ويجب أن تُصحح. بالتعليم مثلا، كنت سعيدا بحفل تدشين برنامج "فطن" لحماية بناتنا وأبنائنا من الفكر الملتوي الجاحد المظلم والظالم. وكل ما أرجوه أن يستمر هذا الجمال لا أن يكون فقط لحظة فرح، فالجمال مستمر، والفرح به مؤقت. وفرحت لما حضرت توقيع عقود ببلايين الريالات بين وزير الإسكان وشركة الكهرباء، وتطلعت إلى أن يستمر الجمال، وأرى أن مشكلة السكن في سبيل حلها بشرط توافر الجدية والصدق. فرحت بكلمة قالها وزير العمل لما أتاني لوم بأني مقصر معهم، فقال: "لابد أن ينتظر نجيب حتى يرى بعينه ما ننتج ونتائج ما ننتج". وهنا عملية وزير وصدقه مع نفسه قبل أي شيء.. ولكن من لامني معه حق، فمن الجمال أن تعاتَب من قبل شخص يهمه رأيك، ومن الجمال أن تقف معه مهما صغرت إمكاناتك.. مثلي!

***

شخصية الأسبوع:

عاتب على هذه الحسناء. لماذا؟ فمن يعتب على حسناء؟ أعتب على حسناء توري جمالها عنا، وتختبئ بإشراقاتها ولطفها وأناقتها وروحها. ولكن هل أناقض نفسي؟ قلت بالحافز إن عليك أن تبحث عن الجمال، صحيح. ولكن عندما لا يستطيع أن يتحدث الجمال عن نفسه لأن لا لسان له، تعتب على أهله الذين يملكون الألسنة والأقلام. وأيضا علينا أن نبحث عن مظان الجمال. اللواء طيار عبد الله السعدون عضو مجلس الشورى محب وفخور بجميلته تلك، ورغب بإلحاح أن نراها. تثاقلت بالذهاب فلم أسمع عن حسنها الكثير، ومعي صديقي الأثير الدكتور نواف الفغم. هل أقول "صفعنا "الجمال؟ أيقظتنا الحسناء على جمال لم نتوقعه، على رائحة تاريخ قريب وبعيد وكأنه محفوظ بعناية بصندوق بلوري رائق شفاف. وأتوقع أن الجمال الذي رأيناه سيكون موقعا مزدحما لطالبي الحسن والجمال للتاريخ والحاضر. الدكتور نواف ليس من الرومانسيين الحالمين، ولكنه نطق بعبارة أثرت بنا: "هذه الجميلة بها روح تدور حولنا". "الغاط" أيتها الجميلة كفى اختباء بحضون الوديان وحماية الجبال، انفضي خجلك، ولير الجميع الجمال سافرا، كسفور قرص الشمس أوائل النهار.

***

معلومة:

قرأت آخر بحث بمجلة طبية نقلته الـ"ريدرز داجست" عن مرض الزهايمر. البحث يقول ببساطة إن التريض البسيط لمدة ربع إلى نصف الساعة كفيل بمقاومة انحلال خلايا الذاكرة، ويزيد المادة الرمادية التي تحتوي على معظم الخلايا العصبية الخاصة بعناصر مهمة منها الذكاء والذاكرة. بل ذهبت الدراسة إلى أن رياضة بسيطة كالمشي اليومي، قد تقاوم أو ترجئ الإصابة بالزهايمر، حتى عند الأشخاص الذين يحملون الجين الوراثي الاستعدادي للإصابة بالزهايمر الذي سمي على من قام بتشخيصه أول القرن العشرين. "فـ.. امشوا يا ناس".

***

والمهم:

كنت سأتحدث لكم عن الحس الداخلي، ذلك الذي لا تحسه إلا أنت فعندما تحك قشرة رأسك فهو شعور داخلي لا تستطيع أن تضعه على طاولة النقاش، ولا يستطيع أحد أن ينفعك به. كذلك الشعور بالسعادة والحزن، ولكني نسيت. "طيب، أروح أمشي.. أحسن".