مقتطفات السبت 62

سنة النشر : 17/10/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 62

***

حافز السبت:

تبدو شخصية من يلوم الآخرين أو الظروف على تعثره وفشله ركيكة ضعيفة ومهتزة وعاجزة. قرار اتخذته أنت، تحمله أنت بشجاعة. ثم أن الخطأ أقوى شحنة للنجاح ليس بتصحيح الخطأ فقط، بل في متى تصلحه؟

***

القضية:

السكن من الحاجات الأساسية الأولى للإنسان. ومسألة الإسكان، إدراك واعٍ لتلك الحقيقة، لا بد أن تكون من القضايا الأولى في أية أمة، ليس في ذلك جدل ولا جدال. ضاعت علينا فرص كبرى في التنظيم السكني لما كانت الأموال أكثر وفرة والمجتمع أبسط، ثم تشكلت وزارة للإسكان بوعود كبرى وبأرقام مالية كبرى، وقرأنا وسمعنا تنظيرات تزل عقول أكبر أكاديمي هارفرد أو جامعة طوكيو، لكن تبقى محاضرات بلا وقائع تنفيذ. وتعقدت المسألة أكثر فصار الناس لا يصدقون التنظيرات أو لا يفهمونها أو حتى لا يريدون أن يفهموها. مرت السنوات وراء السنوات والموعود ينتظر سكنا له، والآن يرجو أن يحصل ابنه على ذاك الحلم. لم يعد الناس يريدون أن يسمعوا أكثر، إلا إذا حظينا برجل شجاع وقال: تعالوا أقل لكم أين وكيف أخطأنا؟ وأنه حان الآن نصلح الخطأ.. ونبدأ.

***

شخصية الأسبوع:

قد يكون مفرحا جدا أن تكون وزيرا.. ولست أظن أنه من المفرح كثيرا أن تكون وزيرا للإسكان، تلك الوزارة المتمردة التي تخلع رجالها. ويبقى الآن هل يستطيع ماجد بن عبدالله الحقيل أن يروض هذا الفرس الشموس؟ الترويض يعتمد أولا على فهم الكائن المراد ترويضه أكان إنسانا أم حيوانا .. أم وزارة. ثم تحتاج إلى قوة الشخصية الصلبة التي لا تتراجع فيفهم الكائن، أي الوزارة، أنه رجل ماض في الترويض مهما بلغ العناد والتعقيد والبيروقراطية. كما أنه ترويض ليعتدل المسار ثم بدء الإنتاج بذات الوقت بلا تردد، بلا لفتة للوراء. بالأمس وقع الحقيل مع شركة الكهرباء عقدا ضخما بمليارات الريالات لإيصال الكهرباء لمخططات الإسكان.. هذه لغة الآن يفهمها الناس. وعلينا نحن كناس ألا نبكي اللبن الضائع فذاك لن يعود، ولنتفاءل بلبن جديد.

***

سياسة:

لا تصدق أن السياسة علم. العلم منصته الحقيقة المطلقة والنظريات المثبتة، والنتائج المتوقعة. السياسة تعتمد عشرة عناصر: الأول هو الكذب الثاني هو الكذب.. أما العاشر فهو الكذب. وكله لمصالح خفية أقلها صدقا هي التي تُعلن. الأسبوع الماضي ضربت روسيا برواجمها سورية وما زالت ولم تفعل واشنطن شيئا. وضربت الرواجم الأمريكية أفغانستان، ولا حس ولا خبر، وكأن الطرفين تبادلا المواقع. من المنطقي وجود روسيا في أفغانستان فهي أقرب لملعبها الخلفي، وتبقى كل الشام (مع لبنان) مرتع الأمريكان من القرن التاسع عشر. ما الذي يحدث؟ ثم.. من الذي سيدفع الثمن في نهاية اليوم؟!

***

والمهم:

الكذب أحط صفة بشرية.. وأقوى تأثيرا!