* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 59

***

حافز السبت:

أنظر في قبة السماء، وأجد معانيَ أخلاقية في ضمير الأفلاك والنجوم.. منها، السمو والترفع والنور والعطاء.. والجمال.

***

القضية:

ما زالت قضية اللاجئين السوريين تشغل القارة الأوروبية وتؤرق لياليهم، وتفزع نهاراتهم. فهم تحت الضغط الإنساني أن أوروبا كرائدة للقيم الإنسانية يجب أن تذهب إلى أقصى حد في رفع معاناة اللاجئين، وترأست هذا الرأي بالتفاف إنساني واسع أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية. يوم الثلاثاء الماضي 15 أيلول (سبتمبر)، ظهرت صحيفة "الدايلي ميل" بعنوان كبير على الصفحة الأولى يقول: "أوروبا تصفع الباب أمام اللاجئين". الدول الأوروبية بينها تحالفات كثيرة ضمن كارتل اقتصادي سياسي وحتى نظام أخلاقي واجتماعي. دول مثل النمسا وبولندا وهولندا وبلجيكا.. أعلنت أنه: "كفى! سنحمي حدودنا". ابتدأت النمسا بإرسال قوات لمنع أي لاجئ من الدخول غير القانوني، ولحقتها بولندا وهولندا وبلجيكا. ما زالت بريطانيا متحفظة مع أنها أعلنت أنها ستستقبل 20 ألف لاجئ في أكثر حد. أوروبا قارة ضئيلة والدول ضيقة، وهذا الأمر سيأتي عاجلا أم آجلا لضخامة التدفق من سيول اللاجئين. يبقى السؤال معلقا لأكبر محنة إنسانية عرفناها في عصورنا الحديثة: "ثم ماذا عن الباقين؟". لا حل إلا في أن تضغط أوروبا الآن جديا أكثر، لأن النار لسعتها، على اللاعبين الكبار بأنه حان موعد حل القضية السورية، وإلا فلن تسلموا من تبعاتها، كلكم.. جميعا.

***

شخصية الأسبوع:

"أمين بن حسن الناصر" عين رئيسا لشركة أرامكو، وهو من أكثر من أعرف من المهندسين.. هندسة. رجل مشبع بالهندسة في كل خلية رمادية (خلايا الذكاء) في دماغه. تخرج مهندسا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وانضم تلقائيا لجمعية مهندسي الجامعة، ثم التحق بـ"أرامكو". ومن عام 1982 إلى يومنا هذا، والناصر يتنقل ويترقى ويعمل ويشرف ويدير مجالات هندسية في شركة أرامكو في الكشف والتنقيب وتطوير الحقول، بجوهر محور الوجود الأرامكوي. أمين الناصر مهندس بامتياز في شخصيته، فهو ليس قائدا خشنا وإنما "يهندس" تصرفاته وكلامه فتكون سمته الاتزان واللطف الموسوم بالجدية البالغة. من يعمل معه الآن من الطبقة العليا إلى الطبقات التنفيذية يحبون أن يكون معهم وأن يكونوا معه، فهم يستطيعون الانفتاح معه كزميل وقائد تساعده شخصية مقبولة وعقل محترم. هل المهندس أمين من المحظوظين برئاسة واحدةٍ من عمالقة شركات الكوكب الأرضي؟ سؤال صعب. فالنفط يمر بأصعب فتراته السوقية والاقتصادية، وسيكون على المهندس شخصيا الآن أكبر عملية توازن هندسي سيعرفها بحياته، بين هندسة الإنتاج والتنقيب، ومغاليق السياسة، وبوابات الاقتصاد التي أوشكت على الانغلاق. ولكن السؤال الأهم: هل "أرامكو" محظوظة أن يكون المهندس بهذا الظرف رئيسا لها؟ سنرى.

***

مضحكات العلم:

أولا جديا، لطالما شغل المريخ عقول البشر من فجر التاريخ. والعلماء يحلو لهم أن يسموه الكوكب الأحمر. المعلومات الأخيرة "الخام" المتوافرة تقول إن في قطب الكوكب الشمالي آثارا طاعنة بالتاريخ لبحيرات، وبحار، وربما محيط، الصخور السطحية هي التي استشف منها العلماء ذلك. خلصنا من الجد؟ طيب، الطرفة أن عالما ومؤلفا هو "جو كيرجفينك" يعتقد بأن الحياة من أصلها بدأت بالمريخ قبل أربعة بلايين سنة، وأن النيازك نقلت مخلوقات المريخ إلى الأرض، وأن هذه المخلوقات هم نحن، نعم أنتم. وللعلم، أنا من زمان من مشجعي فريق المريخ السوداني.

***

والمهم:

مواجهة فيروس متغير ومتطور كفيروس مرض الكورونا لا بد أن يدرس الأطباء ما يسمى الآن "التاريخ الطبي للمرض" وهو علم مهم يمزج روح العلم والإنسانية والتساؤل البحثي لتأسيس بنية أفضل لفهم أي مرض. وأقترحُ لهذا كتابا مهما هو "تاريخ الطب The History of Medicine" لمؤلفه الدكتور مارك جاكسون. كل طبيب بل حتى قارئ عادي مثلي ستتغير نظرته عن الطب، أو.. سيعرفه كما لم يعرفه من قبل.