سنة النشر : 12/09/2015 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلاً بكم في مقتطفات السبت 58
***
حافز السبت:
ليت أن الصدق بضاعة لاشتريناها بأي ثمن.. أليس الصدق منجاة؟!
***
الموضوع:
#من_حقك_أن_تعرف، وسم ظهر بحساب شركة الكهرباء بحسابها بـ «تويتر»، في إشارة جادة للتواصل الحقيقي. الانطباع الأول هو أن الشركة تمس بواقعية ما يجب أن تكون عليه المؤسسات والمصالح الخدمية الكبرى في التحرر من الإشارة للإنجاز منفصلة عن الناس وتقديمه ليقبلوه، وعادة يكون الناس بين مصدق وبين منكر. بوسم "من حقك أن تعرف"، تنسلخ الشركة من الذاتية المؤسسية وتعترف بوضوح بأنهم يعملون عند مستفيدي الخدمة، ومن حق المستفيدين أن يعرفوا ما يجري في الشركة من أجلهم، وهذا تواضع الإنجاز والاعتراف بسيادة المستفيد ومعاملته كمالك جزئي للشركة، وله الحق أن يعرف الأعمال والخطط والإنجازات التي تمت والتي ستتم في شركته. يعرف القائمون على هذا الوسم أنه سيثير الكثير من الأسئلة والانتقادات، خصوصا لما يعرف الناس أن الشركة لهم جميعا، وليست ملكا محصورا لأحد، والشركة لا بد أيضا أن تكون مستعدة لتسمع ما يقوله الناس. بودي أيضا أن تكبر المكاشفة عبر هذا الوسم ويكون منصة حوار أكبر وأوسع، وأن تتسع صدور من قام على هذا الوسم في تقبل ما يصل من الناس وإجراء الحوار معهم، وتحمل أمزجتهم.. مع الوقت ستصفى الآراء النافعة، وسيعذر الناس ما يبدو أنه تقصير ما دام أنهم مع الشركة خطوة خطوة.. وأرجو أن تستمر العلاقات العامة بهذا الوسم ليكبر مشروعا متكاملا تقدمت به على الآخرين بخطوة واسعة، وأن تتبنى بقية المصالح الخدمية هذه الطريقة.. والإبداع بها.
***
شخصية الأسبوع:
الشيخ سعود المريبض رجل يحمل جهاد السنين، وعندما يسترسل بسرد قصته كعصامي تترى الدروس وتتتابع العبر، وعندما يرويها لنا بتلك الحميمية الجميلة والتواضع الذي يكون سمة المنجزين الكبار، ينسى أنه بطل قصته فيذكر الأحداث والأشخاص والظروف في مراحل السنين، وكأنه ساعة تدق بمراحل مرت بها البلاد خلال نصف قرن بدقة. الشيخ المريبض له قدرة روائية مشهدية حتى أن السامعين ينصتون ليس فقط بآذانهم بل حتى باستمالة أبدانهم. الشيخ المريبض بنى ثروة من كل قطرة عرق ندتْ من جبينه، ولكن بقلبه وعقله وضميره دائماً الفكر والثقافة التي يؤمن أنها البنية التحتية الراسخة لتحمل كامل المجتمع، فأسس "ندوة سعود المريبض" بالرياض من عدة سنين وكبرت الندوة ليحضرها ليس فقط كبار مفكري البلاد والفاعلين بها، بل لم يبق تقريبا سفير في الرياض إلا وحضر هذه الندوة وشارك بها. ولأن هذا الرجل عقل وضمير ووجدان، فكر بما لم يسبقه في التفكير به أحد، وهو نقل الندوة للمبتعثين من دول الخليج الدارسين في بريطانيا، وأثبتت نجاحاً في مدينة "ليستر" ببريطانيا بربط جسر روحي وعاطفي وعقلي من الخليج لبريطانيا. أرجو أن تكتمل رحلة ندوة سعود الميبض لأكثر من بلد يدرس بها مبتعثاتنا ومبتعثونا.. وأن يكون قد سنّ سنة يتبعها رجال أعمال دول الخليج.
***
كتاب الأسبوع:
من أحلى وألطف وأنفع الكتب التي قرأتها أخيرا، هذا الكتاب الذي يكاد أن يكون فريدا. الكتاب عنوانه "المصارين" Gut، أي نعم المصارين! مؤلفته الشابة "جيوليا إندرس" مذهلة بمعرفتها بعالم مصاريننا مع قدرة سردية استثنائية على إضحاك القارئ وملء دماغه بالمعرفة الفريدة عن أمعائه. المؤلفة الشابة ما زالت تحضر دراستها بالدكتوراه في الطب ولكنها أثارت إعجاب الدوائر الطبية الأكاديمية بمعلوماتها العلمية، وأذهلت النقاد بالصحف الكبيرة في موهبة نقل العلم المعقد سائغاً سهلا للقارئ العادي دون ترك قطرة معلومة واحدة التي تدرس بكتب الطب. التفتت المؤلفة لأكثر أعضائنا إحراجا وإهمالا، وقالت التايمز اللندنية: "أخرجتْ عمل المصارين من تابو الإحراج". وهي تقول إن الأمعاء لها صلة بصحة كل أعضائنا الحيوية من المخ للكلى.. وتتحيز للمصارين وتقول احترموها يا ناس وعاملوها باحترام كي تعامل صحة أجسادكم باحترام.
***
والمهم:
لا تسأل الناس عن الحب.. اسأل الحب عن الحب.