مقتطفات السبت 56

سنة النشر : 15/08/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 56

***

* حافز السبت:

لكل لحظة، وافقنا عليها أم لم نوافق، تكوينها المستقل في خط الزمن الذي سيكشف فيما بعد عن عمق تأثيرها ثقافيا واجتماعيا على أرض الواقع. ولا يد لنا بذلك، سوى أن نراقب ونفهم ونعتبر.

***

* نقاش:

مرت عاصفة إقامة المباراة التي سموها السوبر بين الفريقين الأشهرين النصر والهلال. وتأتي المسألة التي أشرتُ إليها في الحافز؛ لحظة إقامة المباراة صارت وتمت، ولكن هل انتهى كل شيء؟ هل أسدل الستار، وذهب المتفرجون لشؤونهم فقط؟ لا، تلك اللحظة ستكون مؤثرة بعمق تاريخها الاجتماعي والفكري والاجتماعي والثقافي، وطبيعة ما رآه المجتمع السعودي عاديا ثم فجأة انفجر أمامه في المباراة. كل هذا سيكون له أثر بتتابع أحداث التاريخ الحتمية. "طيب"، هل سيكون الأثر حميدا أم مشينا؟ جيدا أم سيئا؟ هذا أيضا سينكشف أمامنا مع توالي الأيام. هل القرار كان صائبا أم غير صائب في حينه؟ هذا موضوع الجدل القائم الذي لن ينتهي وستتابع أحداث وسيتتابع جدل. عندما أقدم الاتحاد السعودي على إقامة المباراة في لندن أقدم على مغامرة. هل حسب نتائج هذه المغامرة ومكاسبها وعواقبها؟ لم أسمع أو أقرأ إلا تصريفا سطحيا عاديا، ولم يتعمق أحد بأبعادها الارتدادية ثقافيا واجتماعيا. التبرير صب على مكاسب تجارية وأهداف أخرى غير معلنة، ولن نقرأ بالنيات. الآن مرت المباراة بكل ما حملت.. وسنرى بعدئذ ماذا ستنجب؟

***

* شخصية الأسبوع:

لم أرَ في عالم الرياضة العربية ـــ بحد علمي، وأنا متابع لا بأس بي ـــ شخصية تحتمل الجدل مثل شخصية الأستاذ أحمد عيد، المسؤول الأول عن الاتحاد السعودي لكرة القدم. وستسأل ربما لماذا قلت المسؤول الأول؟ ممتاز، من هنا يا سيدي يأتي مفتاح شخصية أحمد عيد. أحمد عيد رجل صلب في الرأي، قوي في التنفيذ، عنيد في التشبث برأيه. وعناده ليس رغبة في العناد، لكن تكريسا لرأي يراه صحيحا. ثم إن أحمد عيد كامنة به شخصية الحارس الجبار الذي يهابه المهاجمون وهم يشقون الطريق بالكرة تجاهه، فقد كان متحفزا بمرماه كمفترس أنيق ورشيق وهائل الحجم، وهذا يضع الخوف في قلب المهاجم. نجح عيد كحارس ذي شخصية مهيمنة تنبع تلقائيا، وأظنها تصب على باقي أعضاء مجلس الاتحاد، فما يرددونه أغلبها كلمات يقولونها من لسان أحمد عيد. أحمد عيد المسؤول الأول عن مباراة بين فريقين سعوديين أقيمت في أعرق عواصم العالم الغربي. وقطعا سيذكره التاريخ فاتحا بهذا القرار.. أين سيضعه التاريخ؟ غدا لناظره قريب!

***

* مشهد:

له.. له يا ضمير سكان الأرض جميعا، والمسلمون عامة، والعرب خاصة.. سبعة ملايين سوري مشرد عن أرضه. أكبر مشاهد الأرض حزنا، وأكاد أضع اليمينَ على ذلك. تكدس السوريون بكل مكان طلبا فقط لشفطة هواء. تشهد جزر بحر إيجة اليونانية بهذه اللحظة التي أكتب بها أكبر مأساة ملحمية بشرية واقعية، أعظم من كل ملاحم الإغريق في زمانهم. يخوض سوريون البحار مع أطفالهم في الموج العاصف والحر اللافح، والعطش والجوع، أكبر الأوجاع إطلاقا. ثم تقف أمامهم جيوش شرطة الهجرة اليونانية وتبعدهم بالعصي والضرب والرفس، وهم لا يأبهون فقط يريدون أن يشموا تراب الشاطئ، فقط أن يجدوا فسحة يضعون بها أطفالهم الذين يموتون في أحضانهم. أيها السوريون يا من عشتم بالكرامة والشجاعة والكفاح.. ماذا؟ هل لفظتكم الأرض؟!

***

* والمهم.

إضاءة: ببرنامج تلفزيون إنجليزي علق نقاد رياضيون على مباراة السوبر بين النصر والهلال وأطلقوا بعض الضحكات. ولكنهم أجمعوا أنهم "فوجئوا!" بتحضر الجمهور السعودي ونظافة ورشاقة اللعب. وقال أحدهم بما معناه: "ليت ربعنا "الهوليجانز"، يتعلمون من الجمهور السعودي بلندن".

في أمان الله