سنة النشر : 25/07/2015 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 54
***
* حافز السبت:
إذا تمنيت شيئا في المستقبل فعشه واعمل به من هذه اللحظة.
***
* الرأي:
لما نتطلع للخريطة ونبحث عن الأمل والسلام والمحبة في منطقتنا لا نعثر عليهم واقعا حاضرا، كل ما نرى هو الحرب والكره وإنذارات الخوف. صحيح ليس بيدك أن تغير هذا الحجم الهائل من الروع الذي يحيط بمنطقة كاملة، فلست إنسانا خارقا، ولا تملك معجزات من السماء. ولكن كلنا نستطيع أن نملك "الثقة بالإيمان". ربما لم تسمعوا بهذا من قبل "الثقة بالإيمان"، فعادة تكون ثقة، أو إيمانا. ولكني وجدت أن الثقة بالإيمان خلاصنا مما يحيط بنا من العبث والجنون والتعصب والحرب وضياع الرؤية لبناء الازدهار للأمم والمجتمعات، وللفرد. إن الثقة بالإيمان هو لما تؤمن أن مقتضى الحال ليس حتم الحال. أي أن ما يصير لن يكون له نتيجة حتمية مماثلة. قادت كل الحروب والصراعات بالتاريخ إلى فترات سلام كبرى، وأمان امتد أكثر. معارك وصراعات استخدمت لتوسيع رقعة الأديان والإصلاح ورفع القيمة الإنسانية للمستضعفين. إني أثق بالإيمان أن الله سيزيل الغمة، سيمسح الخوف، سينهي العراك والحروب، سيضعف الاستبداد والفساد، وستعود منابع وغدران الصفاء والأمان في المستقبل القريب.. على أني سأعيش ذاك المستقبل.. هذه اللحظة.
***
* كتاب السبت:
حذرت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية أخيرا من خطورة المسكنات. وصرحت بأنها ستضع ملصوقا على كل علبة من المسكنات القوية كالبروفين تحذيرا بأنه يسبب مرض القلب، وليس "قد" يسبب مرض القلب، كما كان سابقا. وهذا قادني لكتاب من أهم الكتب التي صدرت هذا العام يحذر من شيء خطر وهو "الإدمان على العقاقير المسكنة". قد يظن البعض أن هذا ليس بالأمر الخطير، بينما يقول الكتاب إنه تماما كالإدمان على المخدرات وبذات النتائج الوخيمة على صحة الإنسان النفسية والعضوية. في كتاب "مرعب" حقا لأن صاحبة الكتاب كتبت قصتها الحقيقية بصراحة كاشفة ومخيفة عن تدهور حياتها لما أدمنت العقاقير المسكنة وانحدارها لقاع الإنسانية كما تفعل المخدرات بمدمنيها. ثم تروي بذات الأسلوب الحركي المشهدي العصبي خطوات إنقاذها لنفسها من مصير مريع كان يتربص بها. الكتاب يستحق القراءة والترجمة من السلطات الصحية. اسم الكتاب وهو سيرة ذاتية "من الحطام إلى الخلاص، From Wreckage to Redemption ." لمؤلفته: كاثرين كمب. كاثرين تمنت أن تشفى مستقبلا من إدمان المسكنات القوية.. وعملت في لحظتها من أجل ذلك.
***
* شخصية الأسبوع:
لا أظن أن أحدا سمع أن رئيسا لشركة نفط أو طاقة، أصبح وزيرا للصحة من قبل. وإن كان ما أظنه صحيحا فإن المهندس خالد الفالح يسجل سبقا في صناعة النفط والطاقة مجملا. أو لنا أن نقول إن قرار تعيين رئيس شركة نفط هي الأكبر في العالم وزيرا للصحة قرار لم يسبقه قرار من قبل في العالم. كل هذا قد يكون صحيحا وعجيبا. لكل عجب وغريب أسباب منطقية تبطل العجب والغرابة، هذا ما نأمله ونترجاه. فتعيين المهندس الفالح رئيس شركة أرامكو مع بقائه بها عضويا وواقعيا أمر مهيل إنسانيا من البادرة الأولى، فلا يمكن أن يستطيع إنسان أن يدير أكبر شركة زيت في العالم، وأكبر وزارة خدمية متشعبة وعميقة ومباشرة ومتعملقة كوزارة الصحة. وبرأيي لم يعين خالد الفالح لأنه وظيفيا من صناعة النفط، وإنما لأنه يشرف على "نظام إداري" عملاق وهو شركة أرامكو، وهذه الشركة تدار بفلسفة الكفاءة بكل قطاعاتها المختلفة وبالرتم الدقيق ذاته لساعة سويسرية. هذه الفلسفة، هذا النظام، هذا الاعتناق لمبدأ التنظيم الإداري الخلاق هو السبب في اختيار الفالح وزيرا للصحة، كي تنتقل ذات الفلسفة ونفس النظام لوزارة الصحة. هذا ما نأمله أن يتحقق بالمستقبل ونحب أن نعيشه بهذه اللحظة.
***
* والمهم:
"إلياس كانيتي" المفكر البلغاري تخيل عالما خاليا من الأسلحة تماما، وأن السلاح الوحيد المتاح للحرب هو.. العض!