مقتطفات السبت 50

سنة النشر : 23/05/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 50

* حافز السبت:

القرار الذي يكون مؤثرا في مصير الناس يجب أن يكون مثل الكأس الزجاجي الشفاف الذي يرى ما بداخله بوضوح تام. عندما ينكسر، أو يكسر الكأس وهو بيد من يشرب منه، فلن يهم حينها ماذا كان بالكأس، لأن شارب ما بالكأس سيكون مشغولا بهلع الجرح النازف دما من شظايا الزجاج.

***

* الرأي:

أنجح المسؤولين هم الذين لا يرون عملهم مكتبا فخما وأوراقا صقيلة كتبت بها القرارت، إنما يرون الناس قبل المكتب وقبل الورق وما كتب بالورق. المسؤول هو حارس لمصالح الناس وإسعادهم، كما على الناس أيضا القيام بحراسة مصالح البلاد وإسعاد مواطنيهم. عمل متبادل، وكله قوي ومؤثر. فلا يظن المسؤول الناجح أنه يعمل ما يريد وقت ما يريد، إنما أن يعمل ما يريده هو وما يريده الناس معا للارتقاء بعمله هو قبل أن يكون عائدا إليهم مباشرة. لن يتأتى لأي مسؤول أن ينجح في عمله إن لم يكن واضحا شفافا ويحرص على ألا ينكسر الكأس لأنه عندما يكسر يجرح شاربه ولا يمكن أن يعود الكأس الزجاجي كما كان ولا يهم ما اندلق منه. كل إنسان بكل مكان وبكل عمر حزمة أعصاب، وحزمة طموح، وحزمة أمل، وحزمة ثقة، وحزمة عمل. وهذا ما يجب أن نضعه أمام أعيننا وضمائرنا وعقولنا قبل كل قرار. لأن تلك الحزم زجاجية أيضا.. وقابلة للانكسار والكسر!

***

* القضية:

سأل علي العلياني بمقال زجاجي واضح وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل: "قولوا لنا بصراحة هل عندكم نية لقفل مشروع الابتعاث، إن كانت لديكم فقولوها لنا صراحة". وهذا سؤال في كأس زجاجي متماسك يتطلب أن يقرعه كأس مقابل متماسك. الوزارة من واجبها أن تبتعد عن أي قرارات ضبابية تنجح في إيجاد تخوفات وآمال. تخوفات من الذين يرون أن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي هو أكبر قفزة تعليمية تنموية إنسانية ربما في عصرنا. والبعض يراه غير ذلك. لا بأس أن يكون هذان التوجهان موجودين ما دام أنهما بوضوح الكأس الزجاجي المتماسك.. ترك فراغ رسمي بين الفريقين أو الرأيين يصنع منحدرا سيأخذ المجتمع لآلية انزلاقية، لأن هذه طبيعة المنحدرات. ولا تريد الوزارة ذلك بالطبع، لذا ربما خرجت لنا بكأس زجاجي واضح.. به ماء زلال يروي الظامئين.

***

* شخصية الجمعة:

المهندس زياد بن محمد الشيحة، معرفة قرابة ودم، فعائلات الشيحة والزامل والسحيمي تشكل ترابطا من طرف أمي وطرف أبي. ولكن معرفتي به كموظف هو لما بدأ في أرامكو، وأثبت ذكاء ولطفا وحزما وشفافية جعلته يترقى إلى أن اختير رئيسا لواحدة من أهم شركات البلاد، وربما الأهم بعد «أرامكو» وطنيا، لكنها قطعا الأهم لكل مواطن.. على الإطلاق. لا يهمني وأنا أرى زيادا ما زال متمسكا بمبدأ الكأس الزجاجي المتماسك في عمله، فهذا في رأيي نتيجة. لأن الذي يهمني زياد رب العائلة، إن أدار عائلته بذات المبدأ الزجاجي المتماسك الشفاف، فهذا سينطبق على إدارته للشركة الكبرى، والعكس صحيح. الذي أثبت كفاءة زياد ليست شركة الكهرباء ولا «أرامكو»، بل ابنته الصغيرة لولوة التي أثبتت تفوقا عالميا جعلنا نراها مفخرة ليس للعائلة، بل للبلاد. فالفضل بعد الله الذي يثبت كفاءة زياد يعود لابنته لولوة الذي أحسن ووالدتها نشأتها. فشكرا لولوة، الآن ارتحنا وعرفنا أن الشركة، كما نأمل، بأمان بين يدي أبيك.

***

* والمهم:

احذر أن تضع في الكأس الزجاجي البارد ماء مغليا!