مقتطفات السبت 48

سنة النشر : 09/05/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 48

***

* حافز السبت: من الغريب أننا ندافع عن أخطائنا أكثر مما ندافع عن صوابنا!

***

* رأي:

الجميع يتكلم عن الحرية. والجميع يكافح من أجل الحرية. ولكن ما الحرية؟ وهل نحن أحرار حقا؟ في المعنى المطلق، لا، بل مستحيل من شعب زيمبابوي إلى شعب كندا، كلهم معرضون لقيود، ومهما تفاوتت مساحات هذه الحرية تبقى موانع حتمية للحرية، موانع حكومية، واجتماعية، وتقاليدية، ودينية. في رأيي أن الحرية هي أن نكون نحن، بلا ادعاء ولا تزلف ولا أقنعة ولا نفاق. المانع الأقوى ضد حريتنا ليست الموانع الحكومية، ولا غيرها من الموانع الخارجية، وأقصد بالخارجية تلك التي خارج حدود تكوينك الفيزيائي. إنما تلك التي تأتي من دواخلنا. أقوى أنواع الحرية تأتي من دواخلنا لما نقبض عليها بحماسة وشجاعة ومصارحة مع النفس وصدق حقيقتنا أمام الآخرين. الحرية أن تستطيع أن تحب.. والقيد الأكبر عندما لا تستطيع أن تحب. المحبة حرية تصنعها من نفسك لنفسك، والكراهية معتقل تسجن فيه نفسك من نفسك!

***

* شخصية الأسبوع:

هو رجل مكتظ الخيرات، مكتظ الأفكار، ومكتظ المعارف والتجارب، وهذا الاكتظاظ نتج عنه غزارة في الإنتاج في التأليف والدراسات واللقاءات التعليمية والمنتديات التدريبية، وبصفة تطبيقية عملية تتفوق على الأكاديمية والنظرية. الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان في منتدى مجلس التعاون لتطوير العمل الشبابي، تكلم في وقته المتاح والضيق عن أمر مهم ولافت وهو "وقف الوقت"، وهنا تتجلى الصفة العملية القابلة للتطبيق. ويقصد الدكتور السدحان بذلك تطوع الشباب بمدة محددة يلتزم بها لعمل تطوعي كوقف يعود عليه بالأجر والثواب، بذا وسّع مفهوم الوقف الثابت للوقف الدينامي المتاح للجميع وليس مقصورا على القادرين. يبقى أن الرجل يتبوأ منصب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، فهل يؤثر المنصب بقيوده الرسمية على عطائه الفكري العملي، أم يتيح له المنصب قدرة أكثر على تطبيق نهجه الفكري؟ يبقى سؤالا معلقا.

***

* جاء منتدى مجلس التعاون لتطوير العمل الشبابي بوقت ومقتضيات ظروفه.. فكم كنّا نتمنى أن يتبنى المجلس عملا حيويا كهذا، وقلت في أكثر من مناسبة إنه قد يكون من أهم أعمال المجلس. وأتاح الدكتور عبداللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون بحنكته إدارة وتنظيم المنتدى لفتيات وشباب المجلس، وقدموا عملا احترافيا جيدا. على أن ما أثار انطباعا انزعاجيا عندي هو أن جلسة المناقشات الأخيرة كرست كلها لإيجاد تعريف لمعنى التطوع؟! هنا أخذت قلبي مثقلا وخرجت.

***

* والمهم:

من أهم معاني الحرية الاستشعار العظيم بالمسؤولية ليس خوفا من محاسبة، وليس من أجل رتبة ولا انصياع لقانون، بل كَهمّ ضميري ينطوي بين الضلوع.. ويبقى.