سنة النشر : 02/05/2015 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 47
* حافز السبت:
الإبداع سهل متى آمنت أن الإبداع من طبيعة العقل. التذمر أمر معقد لأنك آمنت بما هو ليس من طبيعة العقل.
***
* القرارات الملكية:
في برامج دارت حول القرارات الملكية الأخيرة دوما تذكر كلمة الاستقرار، وأعترض قائلا إن الاستقرار مصطلح ذهني بحت لا وجود له في عالم الواقع.. فمن طبيعة هذا العالم الثابتة التغير والتغيير. الاستقرار مع الزمن يورث الاسترخاء، والاسترخاء يعطي إشارة للشعوب بأن كل شيء على ما يرام ومستقر؛ فلا يستعدون للمفاجآت التي تحملها موجات التغيير، فيباغتون متى حصلت. أطلب ألا نركن لهذا المصطلح في عالم السياسة والاجتماع والاقتصاد، ولنا في الحضارات الكبرى التي سقطت درس عندما تتراخى مفاصل الدولة فتسقط بواباتها الكبرى.. فيسهل اقتحامها. الصحيح ليس الاستقرار، بل فهم الحركة المستمرة لصنع دولة منيعة. إن الدولة القوية هي التي تتغير مع التغيير الواقعي المعاش وتوائمه وتوازيه، والدولة الأقوى هي التي تصنع التغيير أو تتوقع التغيير قبل أن تدهم أمواجه سواحل حدود الأمة. لذا جاءت القرارات الملكية وليس فقط اللافت عددها، بل كونها أول مرة تخرج لنا قرارات كبرى بسرعة. في الأشهر الماضية القليلة التي تبلورت بها فلسفة الحكم لم نثبت على أقدامنا، بل أن ننام على ظهورنا.. فالحركة والمفاجأة كانتا سمتي كل أسبوع تقريبا، فصرنا شعبا أدمغته محفزة التفكير طيلة الوقت. القرارات هي إعادة وضع قاطرة الأمة على السكة المأمولة لبلد مثل بلدنا بقدراته ومكوناته. ولم يكن هذا فقط، بل تحسين السكة نفسها، ثم تحديث القاطرة ومراقبة صيانتها كل فترة وتبديل قطع وتروس منها متى تطلبت تجديدا أو إصلاحا أو تحسينا. وعندما تتحرك القاطرة ولا تستقر وهذا عمل القاطرة الوحيد ستتغير المناظر.. ولكننا جاهزون لمفاجآت الطريق التي نتوقع حصولها، وبخطط للتعامل مع الفرص التي لا نتوقع حصولها، فالمقصود من القاطرة أن تقود باقي عربات الأمة للمستقبل.
***
* الشخصية:
اختارت مجلة التايم كدأبها كل عام الخمسين شخصية الأكثر تأثيرا في العالم، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من هذه الشخصيات – هذا وهو في أول شهور من حكمه، وقليل ما يتأتى هذا لأي شخصية عالمية أخرى- ومن عادة التايم أن يكتب عن الشخصية المختارة شخصية أخرى في فلكها وتعرف الشخصية المختارة جيدا، فكتب العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين- وأنقله لكم بعضها من الإنجليزية:
"قليل من قادة الدول اليوم من تأتي لهم هذه الخلطة الكبيرة والمهمة من الحنكة والخبرات كما اجتمعت عند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. إن الملك سلمان يحمل ذخيرة من أرقى وأقوى صفات قادة الدول، بل يقف بقدرة وخبرات فريدة لقيادة المملكة العربية السعودية للمستقبل. عمل في أكبر المهام من سن يافعة، وساند إخوته ملوك المملكة لبناء أمتهم. وله تفوق خاص في جعل عاصمة المملكة الرياض مدينة زاهية وعصرية وعالمية. تكريس الملك سلمان لما يؤمن به إيمانا نابعا من قلبه، ونؤمن به جميعا، ونطمئن أنه سيدافع عن كل ما يؤمن به وعن الأمة الإسلامية. الملك سلمان رجل المبادئ الذي يقود عربة بخبرته الواسعة وحنكته العميقة في ظرف حاد وحرج في التاريخ للأمام، ليس فقط لمصلحة المملكة العربية السعودية وشعبها فقط، وإنما أيضا لمنطقتنا، وللعالم".
***
* والمهم:
الإبداع ملكية مشاعة. الأم التي تنشئ أبناء ناجحين هي مبدعة كل الإبداع. والأب الذي يضع القدوة ويبني بأبنائه قوة الإرادة والتصميم والكفاح للحق وإقرار الذات من أهم المبتكرين والمبدعين. كل تلميذ يتفوق ويجتهد ويحرص على البحث ويلح في السؤال المعرفي هو مبدع. إن المعلمة والمعلم اللذين يسقيان العلم لتلاميذهما حتى يهضموه في خلاياهم ويجري في نسغ عروقهم هما.. فخر المبدعين.