سنة النشر : 21/03/2015 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 42
***
* حافز السبت:
الفكرُ سماء، والمفكرون نجومُ السماء.
***
* نسأل الله لأديبنا الكبير "عبده خال" الشفاء سريعا، وأن تكون تلك الجلطة الشقية قد ولت ولن تعود، وربما أيقظت منطقة دماغية عبقرية جديدة تجعل روائينا الكبير يخرج برواية جديدة بموضوع جديد متميز، يفاجئ به الصنعة الأدبية. فلم لا؟ إرنست همنجواي وأوسكار وايلد وترويتسكي وحتى نجيب محفوظ أصابتهم رقدات طويلة مرضية ثم خرجوا للعالم بمفاجآت قصصية جديدة، وكأنهم أدمغة جديدة، أو أنهم اكتسبوا قدرة تخيلية وفنية كانت مختبئة في تلافيف الدماغ ثم ظهرت بازغة تعلن عن نفسها بمجد روائي جديد. لم يُخرِج ألمعُ شابين في سماء الأدب العربي وهما التونسي أبو القاسم الشابي والعراقي بدر شاكر السياب كل قصيدة من أكثر قصائدهما ارتقاء بالجمال الشعري إلا بعد كل يقظة من مرض. من متابعتي البعيدة أجد روائينا الكبير عبده خال تدخل بجسده مياه العافية.. ومن ثقتي القريبة أتوقع فصلا جديدا من القدرة الروائية تنبع جدولا جديدا في القصة العربية. وسيشتد لمعان نجم عبده خال بسماء الفكر.
***
* شخصية الأسبوع:
عبدالله صادق دحلان رجل أعمال ناجح هو مالك ورئيس لجامعة علمية وتقنية مهمة، وكاتب. لمّا ترأستُ جلسة بملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي أشرفتْ على إعداده بامتياز غرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة كان أحد محاوري الجلسة هو النجم الدحلان الذي طالما أعجبت به وأحببته، ووجدته يلجم لساني بالثناء علي قبل أن أتكلم، ربطت لساني هيبة حضوره.. ارتعدت أوصالي وهو يخاطبني في الجلسة "سيدي الرئيس" ويستأذنني بين الفينة والفينة، وأنا أكاد أتمسك بكرسيّي حتى لا أدوخ من فرط اللحظة اليوفوبية التي تسحب الجاذبية من تحتي. لما تكلم الدكتور صادق الدحلان لمع نجما عقليا وقلبيا أضاء القاعة حتى وكأن الحضور في دار أوبرا. ولا يمكن لأي رجل أعمال أن يكون مكتملا دون هذه الراحة الروحانية والشعور القلبي تجاه الناس، الدحلان كلمنا فجأة خارج الموضوع عن قرية على البحر الأحمر تعاني شظف العيش، وتواصلوا معه يريدون حياة كريمة مقبولة فأعلنها أمام الجميع.. ليتحرك الجميع. لما عانقته مودعا أظن للمرة الألف مضى يسحب هيكلا فخما وكأنه نجم قرر أن يسحب فترة من جبهة السماء. ثم وكأن النجم يعد بالقدوم وجدت أني سأكون معه بعد مدة قصيرة في أبها.. عندها سأخبركم فاصلا عن هذا النجم السارح في سماء الروح والعقل والقلب.
***
* انظروا هذا المشهد:
"في العراق أبيحت المدن والنجوع من قبل الطغاة فنهبت الدور وسبيت النساء وذبح نحرا الرجال، وامتلأت العراق رعبا وخوفا من هول هؤلاء الوحوش الطغاة، حتى اضطر الناس أن يرحلوا من مكان لمكان، ولا يعرفون أين بالضبط حتى أن بعضهم اختفى بالأقنية والآبار، وبعضهم ذبحوا نحرا من رقابهم وهم بالطريق وأخذت أموالهم القليلة التي معهم وأسَروا غلمانَهم ليجندوهم معهم، وترامت جثث القتلى فوق الأرض تعبث بها الكلاب والرياح.. وامتلأ الهواء برائحة النتن والخوف وعيون حمراء تريد فقط أن تلغ بالدماء، وهدمت كتائب التوحش الدور والمكتبات وحُرقت الكتب.. وصار النهر أسود، والهواء أحمر وفسد.." أترى لست أنقل هذا المشهد لما يحدث بالعراق الآن، ولكن من ذاكرتي الحافظة من قراءات تاريخ غزو المغول في الأزمان. ولن أخطِّئكم إن ظننتم أنه يحدث الآن.. فالتوحش والسعار الدموي مشهد واحد في كل زمان.
* والمهم:
ما أقرب - بإذن من خلق النجوم - نجم السلام والأمان، وسيشع لامعا من جديد.