مقتطفات السبت 40

سنة النشر : 07/03/2015 الصحيفة : الاقتصادية


* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 40

* حافز السبت: إذا أردت أن تنشر إصلاحا، أول خطوة: قف واكشف أفكارك تحت الشمس.

* رأي الأسبوع: التعليم وفكر التعليم:

رأيت أن ابدأ بالتعليم، لأنه المادة الحيوية التي تشغل محفزات عقولنا، وضوابط عواطفنا. الشغلة التعليمية ليست صناعة سهلة، هي أصعب مهمة على الأرض.. على الإطلاق. والمعلم أهم شخص في الكوكب أيضا على الإطلاق، من مدرسة الروضة، إلى كبار الأكاديميين في الجامعات.. كلهم بالأهمية ذاتها التي تتعلق بالتنمية الفكرية والأداء المدني والحضري. كانت مشكلتنا أننا لا نكشف الغطاء أمام الأمة عن سياسة التعليم، كل ما سيتقبله ملايين التلاميذ مع ذويهم هي قرارات تتبعها قرارات.. لا نعلم عنها شيئا، والأهم لا نعلم دوافعها الحقيقية ولا أسبابها، وكأن هناك أقبية تحت الأرض بالغة السرية تصنع سلاحا سريا ثم توجهه لكامل العملية التعليمية والتدريسية. ولما أقول أقبية وأسلحة لأن تربية العقل والقلب هما السلاح الأكبر إما توجهه إيجابا أو تنحرف به سلبا.. قضايا الأمة ترتكز على التعليم، كأحجار الدومينو المصفوفة عندما تنقر بإصبعك الحجرَ الأول ليقع. لن أقرر، ولا يجب أن أقرر صحة وعدم صحة القرارات الكبيرة في التعليم.. وأقول أنشروا الأفكار تحت الشمس قبل أن تكون قرارات، وانشروا ردود فعل القرار وقياساته بعد أن تصبح قرارات.

* شخصية الأسبوع:

العقل هو الجمال السني. العنصر الأعلى بالقيمة الإنسانية، الجهاز الأعقد في كل هذا الكون من المجراتِ للذرات. لذا أرى الدكتورة خولة الكريع تقف على غيمة من الجمال السني، ولو رسمت في حِقب الرسم الانطباعي، لدارت حلقة نور حول رأسها. لم أتابع أداء الدكتورة الكريع في الشورى فذاك لا يخضع لقياس عقلي، وفي معظمه استدراك وجداني توظف فيه العقول والضمائر معا، أداء لا يخضع لقياس صارم، ولا يمكن. ولكني أقيس الدكتورة الكريع الشخصية العقلية، وهذه الشمس التي تشرق في جهاز التخيل العلمي بعقلها الذي يتبعه البحث العلمي تحت قبة مهمة هي قبة الإيمان بالعقل، والشغل العقلي. بحوث الدكتورة الكريع وتصافيها مع عقلها أشعر أنها هي لحظاتها الإشراقية والكشفية أكثر من أي منصب رسمي. أجد مكاشفات الدكتورة الكريع وهي تتكلم عن بحوث السرطان ضوءا يدخل من عقول الناس لقلوبهم، لتقول لهم مطـمئـنة: "لا تخافوا، سنهزم يوما - بإذن الله - أي خلايا تتمرد على النظام الأدائي والمناعي في أجسادنا.. فنفرح فرحا حقيقيا من العقل للعقل، ونعجب بل نحب أن نعجب بهذا العقل الذي نطمئن أنه يزن كل كلمة بميزان معملي عقلي قبل أن يبشر أو ينذر بها.. خولة الكريع، العقل.. نورت أمتنا.

* مجلس المعلمين - قناة التلفزيون السعودي:

أعترف أنني وقعت بالصدفة على برنامج تابعته حتى نهايته وأنا في سعادة مفرطة، ودار الأدرلينين قويا فورا في كياني. البرنامج اسمه "مجلس المعلمين"، يا ألله على روعته. مقدم البرنامج يتمتع بما أسميه حصافة الحضور فهو يدير الحوار بلغة عربية سهلة مضبوطة الرتم والقواعد، ويعطي بمهارة حاذقة لمحاوريه من المعلمين ومدير مدرسة وطالب، وقتا مريحا، ليس لهم بل لي كمشاهد كي أسمع إيقاع رأي كل منهم كاملا. الأجمل هذه الأريحية في الكشف عند بعض المتحاورين بلا قلق رسمي تحفظي وهم يناقشون أمامنا القرارات المختصة بعملية التعليم بفائدة، وإمتاع.. ومكاشفة. أشكر التلفزيون السعودي على هذا البرنامج، كما أشكر وزارة التعليم في "التفهم الكشفي" المتاح الذي شعر به المحاورون وأدركوه بعقولهم.


* وداع برجاء اللقاء:

لن تختفي عيناك من قلبي ومن وجودي حبيبي محمد الثبيتي، الذي قدر الله خطأ طبيا لرحيلك المبكر.. جدا. ليت جريدة "اليوم" التي عمل بها محمد - رحمه الله - تتبنى جائزة عن "أفضل تغطية صحفية اجتماعية" تلك التي برع بها حبيبنا الراحل. وأقدم نفسي عاملا مأمورا في هذه الجائزة، إذا ظهرت.

* والمهم:

يا باكيا فرقة الأصحاب عن شحط هلا بكيت فـِراقَ الـروحِ للبـدَنِ
إن لم يكن في رضى الله اجتماعهما فيا لها صفـقة تمـت على غبـَنِ