مقتطفات السبت 38

سنة النشر : 07/02/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلاً بكم في مقتطفات السبت رقم 38

* * *

* حافز السبت:

يمكن أن نُحكَم. ومستحيل أن تُوضع عقولـُنا في قالبٍ واحد، ولا أن تؤطَّر أمزجتُنا بشكل واحد، ولا أن تُدخَل في قلوبنا عاطفةٌ واحدة.. مستحيل!

* * *

* رأي السبت:

نحن نعيش في مجتمع يتشوش فيه البعض – عن عمد أو عن قصد- بين الحقيقة والوهم. وترى الوهمَ بينهم (إن كان مجرد وهما) يزداد تشوشا وضبابية عندما يلوون عنقَ الحقائق البدهية لوْياً، يتصوّرون أن عقول الناس ستستسلم لقيودهم وقوالبهم وتصنيفاتهم التي يودون أن يوضعوها فيها. إنهم يستغلون مآرب ليست لنفع الناس ولكن لنفعهم هم، ومن يعتقدون أنهم سيرضون عليهم ويطبطبون فوق رؤوسهم، مستغلين خفاء الغرض، وتلوث اللغة التي تحاول أن تكون قشيبة مزخرفة. وتأسف كثيرا عندما يكون هؤلاء البعض محسوبين على الصنعة الثقافية.. ويدعون أنهم أبناء الفكر والعقل اللذين لم تردهما لا أنت وأنا محلقين بلا حدود، بل أراده لهما خالقُهما.

* * *

* قضية السبت:

لم أصدق ما نادت به اللجنة الإعلامية بمجلس الشورى بتقديمها توصية لتحديد "معايير علمية" للمثقف السعودي. مرة أخرى لم تصدق عيناي أولا لأنه ضد العلم ومنطق العلم أن تضع معايير علمية للفكر والعقل، ثم من هو الذي يقول إنه فوق كل العقول ليضع لها تصنيفا، آخ بس. ثم حاولت نقل الخبرَ من عينَي لعقلي الذي لم يمضغه فرماه على الفور. لا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن يقول أحد: هيا نذهب"نُصنّع ونصنف" المثقف. المثقف لا يصنعه إلا الله. فعلا المثقف لا تصنعه جامعة، ولا توصية من مجلس الشورى. ليس لمن على الأرض أن يغيروا ويمسوا ما صُنع بالسماء. كيف يجرأون على التفكير بذلك. ثم ما هي الآلية؟ وأرجو ألا أسمع عن الآلية – إن كانت موجودة- حتى لا يأخذوني لأقرب مستشفى عقلي. وهناك في المستشفى العقلي سأسلم لهم عقلي لماذا؟ لأني سأكون حينها في حالة لا عقلية. "مكارثي" السناتور الأمريكي البشع في زمانه وكان شوفينينا ممسوسا في غاية الشر لم يفكر في "صنع مثقف" بل طرده لأنه لا يقوى عليه. حتى "جوبلز"الوزير النازي عرف عقل المثقفين أفضل من "اللجنة الإعلامية" حين قال:"عندما أرى مثقفا تتحسس يدي.. مسدّسي." ولمّا دخل أوسكار وايلد الجمارك الأمريكية بنيويورك، سالوه إن كان يحمل شيئا يوجب التفتيش، فرفع اصبعه لدماغه وقال:"هذا.. ولكن لن تستطيعوا أبدا أن تفتشوه". ومن ناحية أخرى أعرف الدكتور مفلح الرشيدي وأعرف أن له فكرا واسعا ومواطنة عالية، واهتز تحتى زلزال وأنا أقرأ أنه قدم توصية لمراقبة المنازل الخاصة بالكاميرات، وحسبت أن الأمر –لأن الشورى يمثل المواطن- هو لحماية المنازل من الانتهاكات، إلا أن ربطه بمشروع أمني أوضح أن المراقَب هو المواطن.. وعن طريق شركات القطاع الخاص(!).. هل هم زملائي الذين عرفتهم؟ خصوصا أن في اللجنة الإعلامية من ظننت أنهم سينسحبون فورا أو يكتبون رأي أقلية مضاد.. ولكن آخ يا عقلي!

* * *

* شخصيات الأسبوع:

لقد وقف صديقنا عضو الشورى "أسامة قباني" بقوة ضد قرار اللجنة الإعلامية وكاد يقول لهم:"وين أودي وجهي، فشلتونا!" فمداخلته كانت غاضبة بشكل ساخر، فمن يستطيع أن يصنف المثقفين ويقيس حجم عقولهم. وافشلتاه بس. ويقف صديقنا الواضح المبدأ "علي الوِزرة" وعضو الشورى الأمير الدكتور "خالد بن عبد الله" ضد توصية المراقبة على منازل المواطنين واختراق حياته الخاصة "مسكين". خصوصا أن الشورى هدفه حمل الثقل عن كاهل المواطن، وليس وضع كاميرات من "شركات قطاع خاص" على كتفيه. ليت الأعضاء المعترضين على كلا التوصيتين مع مداخلاتهم الموفقة، سألوا سؤالا واحدا: "قولوا صراحة.. صراحة: لماذا؟"

* * *

* والمهم:

أعيدوا عقولنا.. وخذوا كاميراتكم!