مقتطفات السبت 36

سنة النشر : 02/01/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلاً بكم في مقتطفات السبت 36

***

* حافز السبت:

إذا كنت واقفا بشكل مستقيم ثابتا على الأرض، فلا تكترث بمن يحاول أن يلوي ظلك. لأن ذلك بضمير الحقيقة من المستحيلات.

***

* رأي السبت:

من ثبات واستقامة الوقوف تفسيرك الشخصي للسعادة وأثرها فيك. لو درتَ تسأل عن معنى السعادة، فهناك من سيقول أن يرى فريقه منتصرا على الدوام، ومن سيقول أن يحصل على سيارة لمبرجيني جديدة، ومن سيقول أن يعيش بجزيرة كالجنة على الأرض، ومن سيطلب المال، ومن سيطلب الصحة، والأماني تترى. ولكن السعادة الحقيقية هي التي جربها من كان هدفهم إسعاد الناس، ثم استقامت أخلاقهم وطبائعهم على أن إسعاد الآخرين هو أقصى سعادة يمكن أن يحصلوا عليها. ولا بأس أن تسعد الناس تطوعا أو حتى عملا مصلحيا، فلا بد أن كثيرا من المبتكرات التي ساهمت في إسعاد البشر صممت للربح ولكن كان المنتج الرئيس هو إسعاد الناس. لذا أقول للشباب أسعدوا الناس وأنتم تطلبون العمل تطوعا صرفا، أو أن تؤدوا عملا مصلحيا طالما تسعدون الناس.

***

* شخصية الأسبوع:

"مؤسسة الغد" بدأت من سنين قليلة بهدف مهم وحيد: الشباب. والعنوان الصغير مظلة كبرى تؤوي تحتها كل ما يتعلق من الشباب في تنميتهم وفي تفعيل أدوارهم وفي إعطاء القيمة المناسبة لهم كمحور أساس في أي عملية تنموية تقوم بها أي أمّة على الأرض. والأميرة نوف بنت فيصل بن تركي آل سعود تعي ذلك تماما، وتتحمس له، وهذه الحماسة انقلبت فكرا، ثم هذا الفكر صار حلما يراودها من أجل بلدها وشباب بلدها، ثم أرادت تنفيذا على الأرض فاستشارت كثيرا، وهذه خصلة في الأميرة نوف أنها تكاد أن "تعشق" الاستشارة عشقاً يماري عشق المحبِّين الولِهين. لذا كانت مؤسسة الغد تخطو كل مرة على مهادٍ تحتي فكري عميق، ولم تكن الحماسة العاطفية مجرد قصيدة جرسية معلقة بالهواء بل كانت وقوداً عقليا لتصميم البرامج الخاصة بالتنمية الشبابية وإدخالهم في نسيج الإدارة والقرار الوطني الشامل، وكل برنامج يمر بمخاضٍ صعب من استشارات ولقاءات استشارية وكأن الأميرة لا تجفل من الفشل ولكنها تتأكد أن كل طوبةٍ في الطريق رصفت كما يجب كي لا تتعثر دواليب عربات التنفيذ. وحيث إني شاركت مقصِّرا في بعض اللقاءات فإني أعلم مشقة وصعوبة التنفيذ البالغ الجدية. الآن سينتقل "منتدى الغد" ابن مؤسسة الغد المُدَلّل للمنطقة الشرقية وأتوقع أن كل جهة بل كل فرد سيساعد في جعل هذا المنتدى، فوق تميزه، أكثر تميزا في منطقتنا. أرجو أن نبادر جهاتٍ ومؤسساتٍ وأفراداً للمساهمة في المنتدى .. قبل أن يسألنا المنتدى أن نبادر.

***

* قضية الأسبوع:

انتشر في شبكات الإنترنت بمختلفها ما قام به ناصر الشمراني لاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال في فورة غضب بالاشتباك مع مشجع. وهنا نتأمل قليلا. الشمراني لاعب موهوب، ويملك قدما حساسة جدا أمام المرمى أي أنه يملك أهم صفة لأهم مركز، مركز المهاجم. لم تكتمل استقامة شخصيته، ولم يكتمل في إسعاد الناس بتصرفه الغاضب. التأمل هو هل نلقي كل اللوم على ناصر؟ لا! يجب أن يفهم المدرب أو مدرسة الكرة أن لكل لاعب طباعا معينة، والفهم النفسي لكل لاعب أمر بأهمية التدريب ذاته. واضح أن الشمراني تفلت أعصابه بقوة وهذا يتطلب تدخلا نفسيا سلوكيا بما يعرف بإدارة الغضب، وهي دروس وجلسات تفيد في ضبط الغضب قبل أن يفلت ويسبب حرجا للجميع وأولهم اللاعب. قبل أن نرسل لاعبينا لأي ملعب علينا التأكد أن سلوكهم يسعدنا، لا أن يحرجنا.

***

* والمهم:

الغضب يقودك إلى منطقة المشاكل. والمكابرة تبقيك هناك!