مقتطفات السبت 34

سنة النشر : 13/12/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 34

***

كن متفهما، فلكل أحد معركة يخوضها. بعضنا يخوض معركة شرسة في الحياة، وهم ليسوا بحاجة إلى أن تضيف لها شراسة أخرى.

***

براح السبت: كل يوم أكتشف زوايا مشمسة بديننا الحنيف. الحديث النبوي يقول: "تسعة أعشار الرزق في التجارة. وهدف التاجر الربح، فشجع الإسلام على الربح بشرط ألا تغافل "المسترسل"، وهذا لا تجده نصا في أي دين آخر. والمسترسل هو الزبون الذي لا يماكس "أي الذي لا يجادل البائع بالسعر" ومغافلته والتاجر يعلم أنه يجهل قيمة ما يشتري فيضاعف ربحه عليه، هذا جعله الشرع في صف الربا تماما ففي حديث آخر:"غبن المسترسل ربا"، نعم ربا! لك أن تربح من العمل الشريف التجارة بما يكون معقولا يتفق عليه العاقلون من التجار. لن تجد دينا يوازن طرفي المعادلة مثل هذا الدين.

***

موضوع الأسبوع:

محمد الشريف ونائبه عبدالله العبدالقادر يخوضان معركة شرسة لأول مرة. احتجّ علي محمد الشريف بلطف لما قلت إن هيئة مكافحة الفساد تحتاج إلى مسؤول بقلب أسد، وأفهمني أن له طرقه التي لا يحتاج فيها إلى أن يستأسد. والصديق عبدالله عبدالقادر بعفويته الصريحة ذكر قيمة مبلغ الشاي والقهوة الذي دفعته إدارته في حفل إعلامي. وهو لم يخطئ بل كان صريحا.. فوق اللازم. كان بإمكانه أن يقول إن هذه القاعة وتجهيزاتها مجانا ويقف فلم يسأله أحد عن قيمة الشاي. وكان بإمكانه أن يقول: "غير أن هناك مبلغا صغيرا لا يذكر للقهوة والشاي دون ذكر رقم." هنا كان صريحا أكثر من اللازم، وغفل في حماسته عن تحسس قيمة المبلغ "البسيط"، العشرون ألفا، في حجم الهيئة وحجم المبالغ الموفّرة أنه رقم كبير أمام شباب من الإعلاميين، قد يكفي لدفع قيمة إيجار سكنه لعام كامل. وهنا لم يخطئ العبدالقادر، ولكن أن تضع نفسك مكان من تتكلم معهم فترضيهم فن نفساني قد يتعذر في المواقف الارتجالية التنبه له. كلنا لدينا انتقادات على الهيئة، لكن أؤمن بأن علينا أن نضع أنفسنا مكانيهما ونطل على المعركة الشرسة التي يخوضانها، خصوصا حجم العدو "الفساد" أمام هيئة صغيرة ناشئة لأول مرة تحارب غولا استشرى واستقر وحمي لعقود طويلة.. ثم نحكم على أنفسنا لو كنا مكانهما. ويدركان أن واجبهما أن يستمرا في قتال الغول.

***

شخصية الأسبوع:

هاتفتني الدكتورة "مشاعل العتيبي" متحمسة، أنفاسها وفخرها وإعجابها يسابق كلماتها، وتردد بكبسة زر، بكبسة زر. وهي حضرت شاهدة حاضرة على معاملات محكمة الأحوال الشخصية بالرياض وذهلت من كفاءة وسرعة العمل وأن التعرف على المرأة لم يعد بالجملة التقليدية "أحضري معرفك"، ودونها خرط القتاد وكل شيء يجري بكبسة زر. أما إعجابها فكان للشيخ القاضي "سعد الصافي" الذي كان حكمه سريعا ونافذا وقويا في التطبيق واحتراما كبيرا لحقوق الأم، فهو يحضر الزوج الغائب بأقل من 48 ساعة مهما غير الزوج مكانه مع أبنائه. وله طرقه الذكية في الاسترشاد. هذا النوع من القضاة يعزز حبنا لوطننا، فأقوى أنواع الحب والولاء، هو في الإنجاز في حفظ الحقوق.

***

والمهم: أقدم تهنئتي لجريدة "الجزيرة" لحفلها الرائع في دبي، عن الإنجاز الذي حققته وأسفت أن مانعا حجزني عن الحضور، وأجد أن الكاتب "إدريس الدريس" كتب مقالا مشهديا جميلا في جريدة "الوطن" بتاريخ 10-12-2014 ركز على سبق الجريدة بالتقنية في الطبع والفرز اللوني.

وأهنئ جريدتي "اليوم" على احتفالها الزاهي بعامها الخمسين، وقد حققت خطوات كبرى في التنوع الإداري والتجاري، وصارت بحجم شركة قابضة.

في أمان الله.