مقتطفات السبت 33

سنة النشر : 06/12/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت 33

* * *

* حافز السبت: إذا كنت تعرف الحقيقة فقلها.. فهي التي ستجعلك حرا.

* * *

* موضوع السبت:

الحب حرية كبرى. إن الله خلقنا شعوبا لنتعارف، وهذا دليل قرآني على المحبة البشرية، حب الناس للناس وإن كانوا بعيدين غرباء لا نعرفهم. وخلق الإنسان وكرمه بصفته الإنسانية لا بصفته اللونية ولا جنسه، وجعل الملائكة يركعون، لذا أنت تحب أي إنسان مهما بعد، ومهما كان جنسه وجنسيته من هذا التكريم الإنساني لمجرد كونه إنسانا. هكذا أفهم ديني، هكذا أتعلق بديني.. هكذا لا أرى إلا هو الدين الصحيح.. الذي ارتفع فوق الكراهية، وارتفع في قيمة الإنسان، فوجب علينا أن نحترم هذه القيمة.. فنحب كل إنسان. أما العدو فنكرهه لصفة مكتسبة متى قام على الإضرار بنا، مهما كان جنسه، مهما كان لونه، وهنا وجب أن ندافع عن أنفسنا درءا للضرر.. لا بسبب الكراهية.

* * *

* قصة السبت:

"بابلو نيرودا" فخر شعراء "تشيلي" وحائز على جائزة نوبل في الأدب، قرأت له يقص قصة لم ولن أنساها مهما توالت السنون. يقول إنه كان صغيرا يلعب في ساحة خلف بيته، ويفصل الساحة عن الأرض العامة جدار. يوما اكتشف ثقبا في الجدار، فأطل بعينه عبره ليرى ما في الخارج، فرأى سهلا أخضر فسيحا، وكان ولد بعمره يرعى خرافا من الخراف التشيلية البيضاء الجميلة المعروفة. في الغد ذهب الطفل نيرودا، ليعيد النظر والاكتشاف ومراقبة الصبي الراعي عبر الثقب بالجدار، فلما فعل شعر بقدوم شيء فابتعد مرتدا بخوف بعيدا عن الثقب. فرأى يد صبي صغير تضع له هدية داخل الثقب. أخذها نيرودا فإذا هي لعبة على شكل خروف حاكها الصبي الراعي من صوف الغنم من أجله. تولع نيرودا بهذه الهدية وأخذت بمجامع قلبه. راح جريا لصندوق ألعابه وأختار أزهاها وجرى قافلا ليضعها بذات المكان ليأخذها الصبي الراعي كهدية بالمقابل. بابلو نيرودا احتفظ بالهدية تلك عشرات السنين حتى بعد أن انفتحت له شهرة عالمية عريضة، ولم تؤثر به ذكرى كما أثرت به تلك الحادثة، ولم يستقر حب ثابت في قاع قلبه كما استقر لذلك الصبي الذي لا يعرفه ولم ير وجهه، كل ما رآه منه تلك اليد الصغيرة الخشنة التي وصفها بأنها أجمل ما رأى بحياته. وقال قصيدة بالإسبانية ذاعت شهرتها، وصارت كالأغنية الوطنية في تشيلي، وفي الدول الناطقة بالإسبانية، أختار منها هذا المقطع:

"أن تشعر بحب من هم حولك وتحبهم ويحبونك تكون كالنار تشعل منارة الحب بقلبك، ولكن أن يسري بوجودك حب أشخاص غرباء، فهو شعور أعظم، ومحبة أفخم، لأنها توسع من تخوم محبتنا.. وتربط بحبل المحبة اتحادا عاطفيا قويا بين كل الكائنات".

* * *

* شخصية الأسبوع:

المهندس "صلاح بن محمد الزامل" عقل علمي، فكري، إداري، أدبي، اجتماعي وكلها بامتياز. صفة صلاح أنه تقلب في ظروف العمل بمختلف التخصصات من الكهربائية للاتصالات، لقيادة واحدة من الشركات الخاصة العملاقة، ولكن يبقى دوما هذا الرجل الباسم المحبب البسيط، الذي يؤرقه حتى مشكلة فرد فيتصدى لحلها. هو الإداري والرئيس الذي يهمه دوما ليس العمل بل الناس الذين يقومون على العمل، لذا يكون نجاحه استثنائيا لأنه يعمل من أجل راحة من يعمل معه، والنتيجة هي من يعمل من معه يرتاح ليقوم بعمله وزيادة، فيزدهر خط العمل العام. هو متواضع بطبيعته وسليقته، والناس أذكياء يعرفون المتواضع بطبعه معهم، وليس المدعي التواضع.. كما أن مدعي التواضع لا يستمر تواضعه طويلا. يتابع الناس المهندس صلاح بالتويتر ويحبونه لشخصه، فهو لا يقول لهم عن شهاداته ولا خبراته ولا مناصبه، بل هو واحد منهم، ولهم.. هو خيط نسيجهم، فيحن النسيج للخيط.. ربما أبرز ما منح الله هذا الرجل هو حبه لخير الناس طبعا، وسلوكا، وسعيا.

* * *

* من أعظم ما عرفت بالحب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟

علي مني وأنا من علي، وعلي ولي كل مؤمن من بعدي".