مقتطفات السبت 30

سنة النشر : 08/11/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت 30

* * *

* استهلال السبت:

بظني أن اسم الوزارة مشتق من ثلاثة أوجه: إما مشتق من "الوِزر" وهو الحمل الثقيل، وإما مشتق من "الأزر" وهو في اللغة الظهر، أي أن الوزير يقوي ظهر الملـك كقوة البدن بالظهر. أو أنه مشتق من "الوزَر" كما في قوله تعالى "كلا لا وزَر"، والوزَرُ هنا يعني الملجأ الذي يستكين إليه المرء ويرتاح ويغفو غفوة العافية. ويحق لكل وزير أن يختار التفسير الذي يشاء.

* * *

* موضوع السبت:

لا يمكن أن تمر هذه المقتطفات دون الحديث عن الاعتداء الجارح المؤلم على حسينية بقرية بالأحساء. لم يعد مناسبا الآن ولا منطقيا أن نقول إن الحادث جاء عزليا من أفراد لا يمثلون إلا كراهيتهم وفهمهم المنحرف بفرض ما يعتقدون أنه تنفيذ لأمر الله بأنفسهم، ولم يعد مقبولا أن نعتقد أنها حادثة ستمر وتنسى، ولن تؤثر على تركيبة وحدة جدار المملكة. ما يجب أن نفكر به على الأقل- ولو احتياطاً أمنيا- أن هناك نبتة تحت الأرض كبرت وطلت أول ثمارها المرة.. فالقضية لم تعد فقط في التخلص من الثمر ولا الأفراد، بل اقتلاع فكر عشش لسنوات لنبتة خفيةٍ اتخذت من باطن الأرض ستارا. وأن نعرف كيف كان يصل الغذاء لهذه النبتة كي تكبر تحت الأرض، وكيف أمكنها أن تنمو دون ضوء. هل كنا نعلم ولم نعرف كيف نقاومها؟ أم أنها نمت أمام أعيننا واعتقدنا أنها شجرة عنب مثلا؟ كما أن المسألة لم تعد فقط تخص الدولة، بل تخص كل فرد فينا.

* * *

* في جلسة مع الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعودرئيس مجلس إدارة شركة «سابك»، والمهندس محمد حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، دار السؤال الذي يدور دوما عن مسألة ربحية سابك الرقمية.. وكانت الإجابة التي ساهم جمْعُ الحضور من إعلاميين متخصصين في توسيع رؤيتها، أن الربحَ الحقيقي هو في توظيف أموالنا بقطاع استراتيجي منتج واستفدنا منه في توظيف آلاف من الشباب توظيفا نوعيا بخبرات هندسية تتيح لهم العمل في أحسن مصانع العالم. ولا يغفل تأثير «سابك» في نمو صناعات القطاع الخاص، فبفضل منتجات مصانع سابك قامت شركات عملاقة بالمليارات وصبت في نهر الاقتصاد العام. يعرف الصناعيون أن منتجات جانبية قد تفوق المنتج الرئيس بكثير فيركزون عليه، وهنا نقول إن منتجات سابك الجانبية في سوق العمل الممتاز والاقتصاد العام يمكننا وصفه بأنه لا يقدر بثمن.

* * *

* شخصية السبت: هذا الرجل للمرة الرابعة على الأقل يحتل هذا المقتطف منذ كانت مقتطفات الجمعة، شخص فذ كأن الكلمة مفصلة على شخصه. مقياس عظمة الشخص لما يصير بلا صفة رسمية وخارج أي كرسي.. بعضهم يغور في الذاكرة، وندرة ينفجرون داخل الذاكرة كانفجارات الألعاب النارية المبهجة. "عبدالله جمعة" رئيس شركة أرامكو السابق أفضل من يقدم مثالا على ذلك، فهو- سامحه الله- أتعبني بكثرة وازدياد توهجه، وألقى كلمة في حفل سابك الفني الحادي عشر كضيف اللقاء الرئيس، وبانت "بعض" قدراته اللغوية المذهلة باللغة الإنجليزية، ومعلوماته الواسعة، ومنطقه الحكيم، فهو من قال بتلك الأمسية: "الحياة العملية إما أن تفوز.. أو تتعلم". لا خسارة!

* * *

* والمهم: نبارك للوزيرين، لوزير الثقافة السابق د عبدالعزيز خوجة، الذي آن له أن يتفرغ شاعراً برأيي أنه من أفضل من يزن عاطفة وليس فقط بحور الشعر، ويخترع الكلمات بطريقة تخصه وحده تمتزج موسيقيا وتأمليا وأناقة، ويعطي المزيد، إنه يحتاج الآن تجديدا وجدانيا، وها قد أتى. وأبارك لأخينا الدكتور "بندر الحجار" ليس لكونه وزير الثقافة المكلف، فهذا ثقل كبير فوق ثقل كبير.. ولكن للثقة الملكية التي رأته أنه أهل لثقلين.