مقتطفات السبت 27

سنة النشر : 03/10/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 27

- عيدكم مبارك وتقبل الله منكم صالح الأعمال.

***

- حافز السبت: "بمقدرتي وصول الذرى بحبك لي .. وبتوقي لك الشديد أصير أكبر وأتسع أضعافا. ويسألونني: لماذا أنت تدور حوله دوما؟ وكان ردي: "أوه، أيها الجهلة .. ألا تعلمون أدور حول نفسي!" - جلال الدين الرومي.

***

- عليك أن تدور حول نفسك. لا يهمك الآخرون فهم حتى عندما يتدخلون في حياتك فهم يدورن حول أنفسهم، ولا يدورون من أجلك. والأسوأ من كل هذا عندما تدخل دائرة كبيرة لشخص يدور حول نفسه بأفكاره بأجنداته فتعقد أنك تنفع نفسك، والحقيقة أنت ذرة تدور في دائرته، وقد تكون دائرته مليئة بآلاف أو عشرات أو مئات الآلاف من الذرات مثلك تدور وتدور وإنما داخل دائرته، وهو لا يهتم بك، فكيف يفيدك وهو لا يعلم أصلا أنك موجود على الأرض، فتجد أنك في الحقيقة تدور من أجله وحياتك هذه بذلتها من أجله وساعدته في الوصول إلى هدفه هو. وأنت؟ لا شيء. عليك أن تدور حول نفسك أولا، تعمل وتجتهد من أجلك حتى تصل هدفا يكرّس معنى وجودك، ويعطيك لونا خاصا لك وحدك في موزاييك الجدار الاجتماعي العظيم، وتنشر أهمية حضورك أنت .. فتكبر حياتك ويكبر عقلك وتصل للذرى لأن هناك شخصا واحدا يحبك أكثر من الجميع، هو أنت!

***

- رسالة السبت:

" تعرف أن جدي رجل عظيم، وساهم في بناء كثير من الكيانات العاملة والمنتجة في بلادنا، وقد نسقت قبل سبع سنوات حين أراد أن يقابلك بعد برنامج ظهرت به وشدته جدا طروحاتك، حتى أنه صار يرددها في ديوانيتنا كثيرا، ويتكلم عنك كثيرا. وربما تذكر أنكما قضيتما بمكتبه أربع ساعات تتحدثان ثم كتبتَ عنه مقالاً كان به سعيدا، بل لم أره في مثل تلك السعادة مطلقا. أنا لا أدري على التحديد لماذا أكتب إليك، ولكن شيئا يدفعني كل مرة أرى جدي وقد أكل دماغه الزهايمر تماما أن أحكي لك عنه وعن هذا المرض الذي أكرهه، وكأنه عدوي الشخصي. جدي العزيز تعلـَّقت به كل عمري الواعي، وأراه غير كل الناس وكأنه يسمو فوق كل أحد لذكائه وبهائه وقوة شخصيته ولمعان فكره، وجمال خطّه المهيب. الآن هذا الرجل الذي كان عماد الأسرة الكبيرة صار معاناة الأسرة وألمها وحزنها، إنني ما زلت ملازما له، ولكن أبي يأخذ من يخصه وبناته وشقيقاتي التسع .. وبالليل وبالنهار نضع حراسا منا في المطبخ فهو لا يتذكر أنه أكل وجباته فيختلس أي طعام كان بالثلاجة ويأكل ومعدته مليئة .. وجدتي تساعده في ذلك رحمة به وإشفاقا وهي لا تعلم أنها تسلمه للموت السريع. لأخبرك كيف غدا ذلك الهيكلُ الجبّار هيكلا متداعيا تنزل الدموع من عينيه لا إراديا وينظر في اللاشيء. والدماغ الذي غيّر في حياة مئات الناس صار حشواً من الفراغ. هذا الزهايمر هو أخطر مرض والأكثر روعا. إنه الرعب الحقيقي ...".

***

- إن الزهايمر أشد الأمراض خطرا بلا علاج، مرضٌ مظلمٌ بلا نور، مكانٌ في اللامكان، ذاكرة فارغة تماما من الذكريات، ومكان الدماغ صار قاعا صفصفا. يفترس دماغ المريض ويمنع عن خلاياه وصول غذائه الحيوي ويسد عليه كل الطرق فتنكمش الخلايا وتموت في مشهد دماغي حزائني. وما زالت جمعية الزهايمر تعمل وحيدة .. واجبنا أن نكون مع أهالي المرضى نساعدهم ونخفف روعهم .. وننشر النورَ حولهم في ظلام الزهايمر الخالي من النجوم.

***

- والمهم: تحسرنا من التهنئات الثلجية تلك التي ترسل من هاتف نقال للعموم بلا تحديد ولكن على الأقل لها خاصية الرد لمن يريد. الآن في التهنئة الجمعية عن طريق الحاسوب، وكأن مرسل التهنئة لا يكتفي بالتهنئة الثلجية، بل كأنه يقول: "أتحداك ترد!".