سنة النشر : 27/09/2014 الصحيفة : الاقتصادية
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 26
***
- حافز السبت: أتمنى على شبابنا الانشغال بالعلم في أعلى مراتبه، والعمل العصامي لتحقيق مستوى حياة أفضل، وترك كل أجندة لا تنفع وتجركم للمزالق وتلهيكم عن طلب النجاح الذي سيعود نفعاً عليكم وعلى عائلاتكم، وأمتكم، والعالم .. ويري العالمَ من أي معدن أنتم، وأن دينكم دين عمل واجتهاد ونفع وسلام.
***
- سؤال: موضي العيجان من الكويت:"عمري 17 سنة قضيت معظمها مع الكتاب، أحب الكتابَ وأتمتع به وأحب شكله بمكتبة بيتنا، هل فعلا سينتهي الكتاب؟"
***
- الكتاب حياة: أتذكر منظر جدي عبد الله العثمان الزامل وهو يقرأ كتبه، كان يجلس على كرسي يضع فوقه مخدة عريقة، ويلصق رجليه خلف قائمتي الكرسي، ويفتح الكتاب بعناية وكأنه يفتح بوابة يدخل فيها عالما غير عالمه، عالما يأخذه بالكامل عنا كلنا ويندمج به بكل كيانه وإدراكه ووجوده .. كان جدي يصلح لوحة تصور لمعنى أن تقرأ كتابا. فهو يمسك الكتاب برفق الأم على وليدها الطري، ثم يضع مرطبة أصابع ليفتح كل صفحة وكل عضلات دماغه وذراعه تركز وتعتني وكأنها تفك رقيقة الألماس. وكان يتبع بأصبعه على السطور وكأن الكلمات ستفلت منه أو السطور ستختفي وتتوارى، والأصبع يتنقل على السطور بانتظام وحركة بندولية. بعد فترة يرفع رأسه فوق، وكأنه أدرك شيئا جديدا، أو استلهم فكرة أوحاها له شيءٌ من تلك السطور. كانت عينا جدي ترتفعان في الفضاء فيمتلئ الفضاء. ذلك المنظر المهيب أمام طفل بمخيلة طيارة جعلني لا أنفصل عن الكتب من الرابعة الابتدائي. الآن عندي مرطب أصابع أفتح به صفحات كتبي، وكلما قرأت أكثر في كل علم ومجال، وأقول لكم قرأت كثيرا كثيرا .. أراني ذلك الطفلَ الصغيرَ بنظارته المقعرة أفتح كتابا، فتنساح أمامي عوالم السحر والمتعة.
***
- هل سيختفي الكتاب يا موضي؟ باعتقادي أن الكتاب لن يختفي .. وإني لا أتصور مكتبتي الخاصة ولا أكبر مكتبات الدنيا واقفة بلا كتب، وتثبت الإحصاءات زيادة مطردة في طبع الكتب مع وجود الكتب الرقمية، وإقبال الصغار على شراء كتاب "هاري بوتر" مثلا صفوفا تمتد أميالا هو كتابٌ ورَقي. لم تختف السينما ولا الراديو ولا التلفزيون في تعاقبهم كل صناعة تتحدى وتبتكر، فانعكس الأمرُ تطويرا لا اندثارا. موضي، بنيتي .. آن لك أن ترجعي لكتابك سعيدة مستبشرة.
***
- شخصية الأسبوع: وقتها كانت طالبة دكتوراه في وقت التحدي والصعاب لما في يوم حل عليها ثقلٌ في قلبها وانهمر دمعُها من ضغوط هائلة تعرض لها القلب والعقل وهي اليافعة المغتربة، وكادت أن ترتج .. ولكنها تمالكت نفسها، وشدت أعصابَها، وجمعتْ كل شاردة من إيمانها وعزمها وتابعتْ معركتَها شجاعةً لا تهاب، مع شيء آخر تتمتع به "نوف بنت سليمان النمير" وهو أنها تعتز بنفسها اعتزازا شديدا لذا فهي لا يمكنها أن تخذل نفسها .. أبدا. تخرجت الدكتورة نوف لتصبح أول عالمة سعودية في تخصص بالغ الدقة يقرأ مستقبل الأمراض قبل أن تحصل عن طريق الطفرات الجينية للتصدي لها، ويسمى علم الوراثات الجزئية وبرمجة المعلومات الحيوية. وهي الآن تعمل بامتياز في جامعةUSL البريطانية. الدكتورة "نوف" تعلمت سبع لغات برمجة، وأول مبتعثة ضمن وفد صحي بمؤتمر عالمي، ونشرت أبحاثا بمجلات علمية، وتحدثت بمؤتمرات دولية. وتتعجب، حماها الله، كيف تأَتـى لها كل ذلك بالعمر الصغير. "نوف النمير" درسٌ حيٌّ في الاجتهاد والعمل الجاد والابتعاد عن الخوض في معترضات وأجندات تضر ولا تنفع، وهي دليل آخر على جمال شاهق رزقنا به الله .. العقل!
***
- والمهم: قبل أن تتكلم عن حال الناس .. اسأل الناس.