مقتطفات السبت 24

سنة النشر : 12/09/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 24

***

- حافز السبت: أؤمن بالبركة الإلهية إيمانا لا يهتز. أؤمن بأن البركة الإلهية تحيطنا، وعندما نعمل ونجد ونحن نرى ببصائرنا هذه البركة حولنا، فلا تقلقنا أبدا نتائج ما نقوم به، فكلها مقدرة في لفيف هذه البركة، فإن كانت حسنة قلناها ظاهرا إنها من بركة الله، وإن أخفقنا اسودت قلوبنا وضاقت صدورنا وهفتت توقعاتنا وآمالنا، عندما تركز على البركة، إن فيما نظنه فشلا مشمول بلفيف بركة، بركة المحاولة من جديد، وكسب خيرات جديدة .. إذا حررنا أنفسنا من التركيز بالأفق المظلم .. سنجد النور يغشانا في كل ظرف، في كل مكان.

***

- البركة: نفسر البركة أحيانا بطريقة التواكل، وكأنها تعني التواكل، وكأن الأشياء تسير نفسها بنفسِها، بينما بالخلق الكوني الكبير وضع الله له ضميرا يحركه ويديره وهو الفعل والعمل، كل شيء تحت النظرة الربانية بقوانين دقيقة لا تحيد، وكأن هذا الكون بمفهومنا قطارٌ يسير على قضبانه تأخذه لمحطاته المرادة، وإن خرج من الخط لن يصل أو يتأخر في الوصول لأنه خرج عن قانون القضبان بسكتها التي تدور داخلها عجلات الحديد. أجد كل ذلك في هذه الأمر الإلهي الملهِم: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". إن العمل، الحركة، هما سر كوننا الأكبر، كل شيء بحركة، بدافع، كان أرسطو يصور حركة الكون وكأن يدا دفعت الكون ثم استمر بحركته، وهو لم يذهب بعيدا، حتى كشف لنا العقل الكبير إسحق نيوتن كل قوانين الحركة من سقوط التفاحة حتى تجاذب الأجرام الفضائية. الصحيح لما نقول: الحركة بركة.

***

- الواقع: في واقعنا تفسير البركة والحركة يكتنفهما كثير من الرؤية المختلطة. فهناك من يتكل تماما على أن الأشياء تسير على البركة، ويعتقد أن الله يبارك في النيات ثم تتبارك الأفعال. خرجت بهذا بعد نقاش مع صاحب مسؤولية يقول إنه يرتكز على النية الصالحة فإن صحت صلح العمل. وعندما يقود هذا المفهوم مسؤولا لا بد أن هذا سيؤثر في قطاع، وبما أننا نؤمن فيزيائيا بترابط وقوع حجر الدومينو فإن القطاع هذه سيؤثر في منظومة القطاعات الأخرى. إن النية الصالحة يجب أن تنبع من ضمائرنا وقلوبنا، ولكنها عند الله تعالى يعلم عنها وحده، وهنا تأتي البركة ملتحمة مع العمل لأنك بدأت بتخطيط صحيح لهدف صحيح من أجل نفع الأمة بشكل صحيح، ثم السير على منهاج لمتابعة وصيانة وتطوير الخطط في ميدان العمل التطبيقي، وتكون "النية الصالحة" متكاملة مع العمل الصالح، والعمل الصالح في ديننا العظيم، وهو الدين الصحيح- حتى في نظر أكبر مفكري الغرب يرونه النظام الأنسب للإنسانية - يعني مباشرة نفع العباد ليس فقط في أمور دينهم، بل بشكل أساس أيضا في أمور دنياهم.

***

- والمهم: البركة تحيطنا، وتبقى جامدة بلا امتداد بلا حركة ونحن في حالة تواكل أو سكون أو عمل عشوائي مضطرب. وعندما نبدأ الحركة في العمل الجاد والممهـد له فكرا وعلما، فإن البركة هنا تبدأ عملها الصحيح .. مهما كانت النتائج.