سنة النشر : 08/08/2014 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 19
***
* حافز السبت: عندما تدير أي فكرٍ أو قرارٍ أو إدارةٍ أو أي شأنٍ بتسرع، تكون كمن يقود قطاراً بسرعة .. قبل انتهاء بناء سكة القطار!
***
* كثيرٌ من مشاريعنا الفاشلة، وقراراتنا الخاطئة، لا يكون فيها السبب الكسل والتواكل، بل على العكس يكون التسرع والارتجال هو السبب، مع أسبابٍ أخرى. إن تأخرَ المشاريع، أو ظهور قرارات غير صحيحة لم يكن في معظمها سوء التخطيط قدر ما هو التسرع بالتخطيط. إن الخطط التي لا تنضج دراساتها ثم تعرض على بيوتات متخصصة لإعادة دراساتها وتقييمها، سواء أكانت هذه الدور داخلية أم خارجية، سببٌ رئيس في تعثر المشاريع، لأنها تكون من النوع الذي يتحرك ثم يكتشف فجأة أن الاتجاه ضاع، وعم التخبط والارتجال وقادت الفوضى المتضاربة، بدل أن النظام المتّسق. ثم هذا التسرع يقود إلى عدم التفكير مستقبلا ببناء البنية التحتية أو إنها السكة التي يمشي عليها قطار الحلول والخطط للنهاية فتقف الخطط فجأة أو تتعارض مع خطط أخرى لم يتم الانتهاء من بناء شبكاتها. إن المراجعة في سبب عدم اكتمال خطط كبرى أو استنفاد أوقاتها مراجعة صريحة وبالاشتراك مع جهات علمية ذات مصداقية علمية ستفيد في إنهاء بناء المسار الحديدي لعربات المشاريع في المستقبل وظهور القرارات الصحيحة في أي شأن. سبب أن عندنا مستشفيات مثلا بنيت بمئات الملايين ثم بقيت زمنا دون تشغيل، أو التعثر في إشراك القطاع الخاص في التنمية الصحية وعرقلة بعض مشاريعها بأسباب يبدو أنها تخالف المنطق على الأرض، وغيرها في كل مجال، يجعلك تعيد النظر في مسألة سياقة القطار منطلقاً.. قبل أن تكتمل سكته!
***
* نحن من الناس الطيبين، نحن أمة طيبة، أو هكذا نصف أنفسَنا على الأقل. وكل مرة نتساءل: "إذن لماذا يكرهنا الآخرون؟، لماذا هذه الصورة النمطية عنا في أي مكان نحل فيه؟". لماذا تسمع في كل بلد إشاراتٍ ولمزاً عليك لكونك سعوديا؟ مرة بالفلبين مع العم أحمد الزامل وشقيقي هشام، ونحن نتآلف والمرح مع الآخرين ونكسب الأصدقاء، والعم أحمد يتمتع بروح فكاهية لطيفة وذكية بشكل سافر. في سوقٍ شعبي ذهبنا لنشتري خضاراً وكانت البائعة امرأة كبيرة ومعها بنتاها وولدها، ومرحنا وضحكنا واشترينا فاكهة استوائية وتلطفت السيدة بتخفيض سعر ما اشتريناه، ثم بتودد سألتنا: "من أين؟" ورددنا فخورين: "من السعودية"، وكأن تسونامي قد كسح المكان بغضبها، فسحبت كيس الخضار منا، وصارت ترمينا بالطماطم وتصرخ: "اغربوا عن وجهي يا .." وخذ من الصفات السيئة ما شئت. هل هؤلاء الناس يكرهوننا أو يأخذون موقفا منا لأنهم يحسدوننا كما نكرر؟ قد يكون بهذا قليل من الحقيقة، والحقيقة الأكبر هي القرارات والسلوكيات التي نقوم أحيانا بها بنيّاتٍ طيبة أو تنظيمية، فترتد علينا كبندقية فاسدة تطلق على صاحبها. لما مثلا يخرج قرارٌ بمنع الزواج من جنسيات معينة ـــــ وله ما يسوّغه ــــ الذي سيحدث أنك ستواجه لوما عنصرياً من العالم، وستتأزم سياسيا علاقاتك مع تلك الدول التي تنتمي لها الجنسيات الممنوعة، مع موقف شعبي مستاء في أحسن الأحول في تلك الدول. قرار صحيح ولكن لم تكتمل بنيته على المسار الصحيح. كان بإمكاننا أن نتفق "داخليا" بلا إعلان على هذا المنع، وعندما يتقدم أحدٌ للزواج من تلك الدول يمنع بلا ضجة وبلا اشتهار وبلا عواقب.. وحققنا نفس النتيجة.
***
• والمهم: كل ما علينا أن نكمل الطريق قبل أن نسير على الطريق .. لا غير!