مقتطفات السبت 18

سنة النشر : 01/08/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 18

***

* حافز السبت: من يستطيع أن يطبق القوانين على المحبة والكره؟ المحبة والكره أقوى من كل القوانين.

***

* موضوع الأسبوع: ما زال التوجه رسميّا وعند بعض من يطلق عليهم طبقة المفكرين- لي شخصيا اعتراض على خلع صفة "مفكرون" على فئة دون فئة، كلنا كبشر، وكلنا نفكر- فرض المحبة وفرض الكراهية على الرأي العام، أو على بعض من الناس، أو حتى على فرد من الناس. العواطف لا تدار بالقوانين، ولا تدار بفرض قوالب معينة من القوالب اللفظية، العاطفة أقوى من كل نظام كتب على الأرض. إن العواطف هي التي تغير العالم فعلا، العواطف وراء الحروب، والعواطف وراء السلام، والعواطف وراء الفساد، والعواطف وراء الصلاح والإصلاح، العواطف مع التقسيم والتفرقة، والعواطف مع التوحد والوحدة. لذا عندما نريد أن نوجه الرأي العام فأول "قانونين" نتقيد بهما هما البعد عن الفرض النصي القانوني.. والبعد أكثر عن القوالب اللفظية الفارغة من الروح ونبض التيار الذي يصل للأنفس ويحرك مولد العواطف. لسنا من المتفوقين في إدارة العواطف لاعتمادنا الشديد على التوجيه النصي النظامي والقانوني، وعلى التزلف اللفظي الذي يعطي عكسه تماما عند عاطفة المتلقّين، وهذا سبب انطلاق مارد الكراهية والمواقف المعاكسة تماما؛ الالتباس في فهم العاطفة عند الأوساط الرسمية التقطه أفرادٌ موهوبون في إدارة العواطف، ولكن ليس بالضرورة أن تكون عواقب هذا الالتقاط حميدة.. أبدا.

***

* ما الذي ينقصنا في بلادنا؟ أيضا سؤال لا بد أن يطرح في القائمة الخاصة جدا في قضايانا الاستراتيجية الوطنية. لا بأس أن يسافر الناس لدول أخرى بل هو حق من الحقوق التي لا يُمارى فيها. ولكن كل شيء يزيد عن المعدل المعقول ويصبح ظاهرة متورمة تسد عين الملاحظ الاجتماعي من الخطأ الكبير أن تترك بدون دراسة وتحرٍّ. تكاد تجزم الإحصائيات أن السعوديين الأكثر في العالم الذين يحزمون حقائبهم في أي عطلة سواء أكانت يومين أو أشهرا لمغادرة البلاد. والأعداد التي تغادر خصوصا في العطل القصيرة مثل الأعياد أو اليوم الوطني، حيث من الطبيعة الأنثروبولوجية الاحتفالية هي البقاء في المكان، يشتد الخط البياني بارتفاع شاهق للسفر ولرغبة السفر. مئات الآلاف يغادرون دبي عند رائحة أي عطلة تزيد على 48 ساعة، أو للبحرين عند أي فسحة وقت تزيد على الأربع والعشرين ساعة.. وفي شهر يصل تركيا ما يوازي 300 ألف سعودي. إن فقط في السفر للبحرين عبر جسر الملك فهد في الأعياد وعطل الأسبوع معاناة وعذابا يفوق ما تضرب به الأمثال العالمية عن عذاب الإغريق. في أحد هذه الأيام بلغت مدة الانتظار ساعات في الجسر.. أي عذاب هذا؟! ومع ذلك "وبصبر" عنيد يصر السعوديون على تكرار ذلك. يجب أن نتصارح، لِمَ لا تبقى العائلات؟ ما الذي ينقصنا؟ طيب، نحن نقيم الاحتفالات. ولنعلم أن السبب ربما تلك الاحتفالات التي تأخذ طابعاً رسمياً.. الأطفال يريدون مدينة كاملة مليئة بالترفيه. والآن الترفيه المفيد يحقق إيرادات خرافية، كما هو أن تجول في مركز تجاري باسم ابن بطوطة يشرح للأطفال ضمن المرح والتنقل محطات السفر لأكبر رحالة عربي. إن شيئا "ما" يجعلنا نهرع لترتيب حقائبنا للمغادرة.. وهذا الشيء هو أن نفهم طبيعة المرح، طبيعة المحبة، طبيعة.. السعادة.

***

* والمهم: جاء الوقت الآن لكسر القوالب الصارمة النظامية والقوالب الإعلامية التقليدية الخالية الروح.. وفتحها للإلهام والإبداع والوصول للقلوب والعقول معا.. أحيانا الوقت إن لم يستغل في فرصته، قد يمنع فرصا جديدة من القدوم!